موقع إيراني يكشف عن هوية سفير طهران بصنعاء

حتى ما قبل ثلاثة أسابيع، كان حسن إيرلو شخصية غامضة -مرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني- والذي على الرغم من ذكره كثيراً في الأخبار لم تنشر صوره أبداً في وسائل الإعلام. حتى إنه كان هناك شك حول ما إذا كان "حسن إيرلو" حقيقياً أو اسماً مستعاراً.

لكن قبل ثلاثة أسابيع، وفي 18 أكتوبر تحديداً، أصبح محط تركيز عندما تم تعيينه سفيراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المناطق التي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، وأقيم حفل لتعيينه في طهران، بحضور المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه.

أثار إعلان وصول إيرلو إلى صنعاء، رد فعل حاد من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس على تويتر أن "النظام الإيراني قام بتهريب حسن إيرلو، عضو الحرس الثوري المرتبط بحزب الله اللبناني، إلى اليمن".

ولكن لم يكن هناك سوى القليل من التغطية الإعلامية حتى تم إطلاق حساب باسم إيرلو على تويتر والذي شارك صوراً ومقاطع فيديو له، كما استقبل إيرلو استقبالاً حاراً في صنعاء من قبل الحوثيين.

ونشرت وسائل الإعلام الموالية للحوثيين صورا لهذا الاستقبال في 5 نوفمبر. وبحسب التقارير، نُظم عرض عسكري للترحيب بإيرلو، ثم التقى بمهدي المشاط رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى".

قبل عشرة أيام قدم إيرلو أوراق اعتماده إلى وزير خارجية جماعة الحوثي، لكن وفقا للصور التي تم نشرها من الاجتماع، كان الأمر أقل اهتماما من العرض العسكري.

لكن من هو حسن إيرلو حقاً؟

لا يُعرف سوى القليل عن حياة حسن إيرلو الشخصية، وتقول وسائل إعلام إيرانية إنه ولد عام 1959 في مدينة ري بمحافظة طهران.

في الأسابيع الثلاثة الماضية، وصفته وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري بأنه "دبلوماسي مخضرم" ورئيس المكتب اليمني في وزارة الخارجية، لكن كل الأدلة تشير إلى ارتباطه بفيلق القدس التابع للحرس الثوري - المسؤول عن الأنشطة الاستكشافية في المنطقة.

حتى الصورة الباهتة، التي كانت الصورة الوحيدة له لسنوات، كانت في الواقع صورة لقاسم سليماني في جنازة والدة إيرلو.

ووصفته بعض وسائل الإعلام بأنه "خبير أسلحة مضادة للطائرات" وضابط تدريب لقوات حزب الله اللبناني.

بالإضافة إلى ذلك، لطالما اعتبرت دول مثل العراق واليمن وخاصة مناطق الحوثيين خاضعة لسلطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، فإن "السفراء" المرسلون إلى تلك الدول هم أيضاً قادة في فيلق القدس.

وحتى الرئيس الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في مقابلة نشرت في كتاب "قصة حياة آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني"، انتقد ضمنيا تورط فيلق القدس في الخارج. وقال إن مثل هذه التدخلات كانت "مشكلة" حرمت الدبلوماسية الإيرانية من "ممارسة مسؤوليتها في أكثر المجالات حساسية".

اليمن وفيلق القدس وعبد الرضا شهلائي

اليمن إلى جانب سوريا والعراق من أهم الدول في سياسة إيران الخارجية، حيث استخدمت طهران في السنوات الأخيرة قواتها المباشرة ووكلائها لتعزيز موطئ قدمها في اليمن في محاولة لمواجهة المملكة العربية السعودية وهزيمتها.

تشير الأدلة أن وزارة الخارجية الإيرانية ليس لها أي دور تقريبا في صنع السياسات فيما يتعلق باليمن وكذلك العراق. حيث عيّن فيلق القدس قائدين للإشراف على سياسة هذه الدول: إيراج مسجدي للعراق وعبد الرضا شهلائي لليمن.

إيراج مسجدي، سفير إيران في العراق، معروف إلى حد ما، لكن ربما يكون عبد الرضا شهلائي القائد الأكثر غموضاً في الحرس الثوري.

لا توجد صورة أو معلومات شخصية أو أثر لهذا الشخص، لكن تم ذكره لسنوات عديدة على أنه قائد فيلق القدس في الشؤون اليمنية.

حتى العام الماضي، عندما حددت الحكومة الأمريكية، في خطوة غير مسبوقة، مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تتعلق بأنشطة شهلائي، نشرت رسما تخطيطيا لوجهه بدلاً من صورته الفعلية.

كما لا تتوفر أي معلومات عما إذا كان شهلائي لا يزال على قيد الحياة، ونقلت بعض وسائل الإعلام، بما في ذلك رويترز، عن مصادر قولها إنه في نفس اليوم الذي قُتل فيه قاسم سليماني في العملية الأمريكية، نفذت عملية سرية بطائرة مسيرة لقتل شهلائي في اليمن لكنه نجا.

علاقة حسن إيرلو مع شهلائي الغامض غير واضحة أيضا، هل إيرلو الآن هو أعلى سلطة إيرانية في اليمن أم أنه مسؤول أمام شهلائي أو شخص مثله؟

وفي غضون ذلك، قُتل وزير حوثي خلال الأيام الأولى لإيرلو في صنعاء، على أيدي مجهولين في 27 أكتوبر، وأفادت بعض وسائل الإعلام أن الاغتيال "بأمر" حسن إيرلو، لكن لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء وقال آخرون إنه كان نزاعا داخليا مع الحوثيين.