أزمـــــــة.. "سلام الله علــــى عفاش"

قال مدير تحرير يومية "الأولى" لطف الصراري: "نحن أمام أزمة غامضة وذات تشعبات مربكة، وإلى ذلك فهي تعمل على تنشيط الحاسة السادسة بكونها أزمة أكثر من خطيرة، كونها كانت أزمة مشتقات نفطية وكهرباء وفجأة اندلعت أعمال شغب في العاصمة وامتدت الأزمة إلى محافظات أخرى، ثم وأسرع من الـ"فجأة" تحول الوضع لأزمة بين الرئيس الحالي والرئيس السابق".

  وأضاف الصراري، في مقال نشرته "الأولى" في صفحتها الأخيرة من عددها الصادر، الأربعاء: "سبب الأزمة غير مفهوم تماماً، وهذا طبيعي بالنسبة لتدرجات الأزمات السياسية، لكن تصاعد هذه الأزمة لم ترافقه مناورات واضحة من قبل هادي وصالح، حتى إن التفاصيل المعلنة لاجتماع الأمانة العامة لحزب المؤتمر برئاسة صالح، كانت حول الهجوم الإرهابي على حافلة موظفي المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، أما هادي فلم يصدر عنه مبرر متماسك ومقنع لإغلاق قناة "اليمن اليوم" ومصادرة بعض معداتها، وبالمثل محاصرته لجامع الصالح".
  واعتبر الفقرة التي تضمنها بيان سفراء الدول الـ10 بشأن دعم الرئيس هادي، مفتاحاً لتفسير بعض الغموض. واصفاً أن يأتي مفتاح فك الغموض من غير المعنيين بالأزمة بـ"الأمر المؤسف".
  وأوضح، أن الأمر يتعلق بتشكيل خطر حقيقي على رئاسة هادي، ولعل بيان سفراء الدول الـ10 (الاثنين)، وبيان بعثة مجلس التعاون في صنعاء (الثلاثاء)، يصب في هذا الإطار. وبطبيعة الحال، مازال الناس يجدون في "سلام الله على عفاش" عزاءً لتحمل أعباء الحياة التي على الرئيس هادي أن يخففها عن شعبه في أسرع وقت، ولفت إلى أنه يجب على الرئيس ألا يجعل شعبه في متناول الأزمات وفي مرمى الصراع على السلطة.
  وأشار إلى أن الحكومة جبنت عن تنفيذ الجرعة التي كان من المقرر تنفيذها، خشية استثمارها من قبل صالح، حتى مضى شهران والحكومة عاجزة عن توفير وضبط توزيع المشتقات النفطية وإنهاء الأزمة.
  ورأى أن عبارة "سلام الله على عفاش" كانت هي الأخطر، ليس على الحكومة وحسب، بل استشعر خطرها الرئيس هادي نفسه، ووجد نفسه في خندق واحد مع حكومة باسندوة، لأن الترحم على زمن صالح تزامن مع أزمة تتمدد في الخدمات الأساسية للشعب، وصار الناس يرددون على نطاق واسع: "يا علي ارجع ارجع".
  ولفت إلى أن الخطاب لم يحمل دلالة الترحم وحسب، بل تضمن تقديم نظام صالح بديلاً للحكومة والرئيس العاجزين عن توفير احتياج الشعب من الوقود والكهرباء، لهذا استنفر هادي.
  وذكر أن التحليل الذي يقول بأن هادي يريد تفكيك قوى الشمال، يستند إلى طبيعة التقارب الذي يبديه الحوثيون تجاه الجنوب، وهذا يقتضي بدوره عدم ترك ثقل الرئيس السابق بلا خصم بعد أن صار لثقل محسن والإصلاح وأولاد الأحمر خصم قوي هو الحوثي، واختتم الصراري مقاله بقوله: لكن افتراضاً كهذا بعيد، كما أعتقد.