خسارة ريال مدريد أمام شاختار: زين الدين زيدان يقر بمسؤوليته عن الهزيمة المذلة

أقر مدرب فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم زين الدين زيدان بمسؤوليته عن الخسارة المذلّة التي مني بها النادي الملكي الفائز بدوري أبطال أوروبا 13 مرة أمام فريق شاختار الأوكراني الذي خاض المباراة بالناشئين.

وكان الفريق الأوكراني قد وصل إلى مدريد بدون 13 من لاعبي الصف الأول، إذ أدت إصابة 19 من لاعبيه بمرض كوفيد-19 إلى اضطراره للاعتماد على لاعبين ناشئين لملء الفراغ.

لكن الفريق الشاب الذي يدربه لويس كاسترو لم يأبه لقوة ريال مدريد، وتمكن من التقدم 3-0 في الشوط الأول بشكل رائع ومستحق في المباراة التي جرت على ملعب تدريب ألفريدو دي ستيفانو الخالية من المشجعين.

ورغم الأمل الذي خلقه الهدفان اللذان سجلهما لوكا مودريش وفينيسيوس في الشوط الثاني، لم يتمكن ريال من قلب سير المباراة التي خسرها الفريق الذي كان قد فاز بهذه البطولة مرات أكثر من أي فريق آخر.

وانتهت المباراة بشكل لم يخل من الإثارة، إذ أودع فيديريكو فالفيردي الكرة في شباك شاختار في الوقت المحتسب بدل الضائع، ولكن الحكم شرديان يوفانوفيتش قرر عدم احتساب الهدف باعتبار أن فالفيردي كان في وضع تسلل.

وتأتي هذه الهزيمة بعد خسارة ريال 1-0 على أرضه يوم السبت الماضي أمام فريق نادي قادش في منافسات الدوري الإسباني الممتاز (لا ليغا). وكان قادش قد ارتقى إلى لا ليغا هذا الموسم.

وقال زيدان عقب خسارة فريقه، "لم أر الفريق كما كنت أريد، وعندما لا ترى الفريق كما تريد تكون تلك مسؤوليتك".

وأضاف، "كانت مباراة سيئة وليلة سيئة. أنا المدرب، ومسؤوليتي إيجاد الحلول".

ومضى للقول، "نستحق كل الانتقادات الموجهة إلينا، كلنا وأنا بالدرجة الأولى. لحسن الحظ تحسن مستوانا في الشوط الثاني لأن الفريق لا يستحق هذه الخسارة، فهم أبطال وهذا أمر يؤرقني".

وكان زيدان الذي يعد أسطورة الريال قد فاز ببطولة دوري أبطال أوروبا في كل من المواسم الثلاثة الأولى التي قضاها في تدريب الفريق، ولكن قراره بإراحة عدد من لاعبيه المهمين استعدادا لمباراة "إل كلاسيكو" أمام نادي برشلونة السبت المقبل كان قرارا خطيرا ونادر الحدوث.

فقد اتسم دفاع الريال بالتخبط بسبب غياب قائد الفريق المصاب سيرخيو راموس، ولم يتمكن المدافعون من منع لاعبي شاختار ماتيوس تيتي ومانور سالومون من تسجيل هدفين لصالح الفريق الأوكراني. أما هدف شاختار الثالث فقد جاء نتيجة خطأ ارتكبه لاعب الريال رافائيل فاران.

ومن الملاحظ أن ريال قد خسر 7 من آخر 8 مباريات خاضها في بطولة دوري أبطال أوروبا بغياب راموس عن قلب خط الدفاع.

مع ذلك، تمكن مودريتش من تسجيل هدف مثير من مسافة بعيدة مما أحيا الأمل في قلوب رفاقه، ولكن، ورغم نجاح فينيسيوس في التسجيل بعد نزوله إلى الملعب بـ 15 ثانية فقط، تمكن شاختار من الصمود وتحقيق نصر كبير.

وقال زيدان، "نخوض مباراة كل ثلاثة أيام، ولكن مع ذلك ما من عذر لتبرير هذه الخسارة".

وأضاف، "هذه قرارات اتخذتها بنفسي، وعليّ إيجاد السبل الكفيلة باستعادة قوتنا والفوز من جديد. وليس لي إلا بضعة أيام لتحقيق ذلك".

"نعاني من كابوس"

وكان ريال قد تقدم بنجاح في كل مراحل المجموعات الـ 28 التي شارك فيها في بطولة دوري الأبطال، فقد أصبح الفريق الإسباني إضافة إلى نادي ليدز يونايتد الإنجليزي الفريقين الوحيدين اللذين تمكنا من التقدم في كل مراحل البطولة التمهيدية.

وقد سُئل كاسترو - الذي سبق له أن عمل مدربا لنادي بورتو البرتغالي - في مؤتمر صحفي عقده قبيل انطلاق مباراة الأمس عما إذا كان من الأجدى إلغاء المباراة نظرا لغياب معظم لاعبيه الكبار، فقال "نعاني من كابوس في الوقت الراهن".

ولكن الكابوس تحول إلى حلم جميل بالنسبة لفريقه الشجاع الذي ضم في صفوفه 8 لاعبين لم تتجاوز أعمارهم الـ 23، وخصوصا في الشوط الأول.

وكان قائد الفريق مارلوس قد أضاع فرصة ذهبية للتقدم مبكرا عندما تمكن تيتي من تجاوز فاران ومارسيلو ومراوغة حارس المرمى كورتوا.

بعد ذلك، ارتكب فاران خطأ شنيعا بتسجيله هدفا في شباك فريقه بعد اخفاق كورتوا في صد تسديدة وجهها تيتي، ثم أكمل سولومون المهمة بستجيله هدفا نظيفا بعد أن تمكن بلعب فردي من مراوغة وإحراج دفاع الريال.

وفي الشوط الثاني، أشرك الريال المهاجم كريم بنزيمة في المباراة وتمكن من الإمساك بدفة اللعب خصوصا بعد أن تمكن مودريش من تسديد كرة رائعة من مسافة 25 ياردة استقرت في مرمى شاختار.

وبدا أن الريال قد وضع قدمه على طريق العودة عندما تمكن فيسينيوس من التهديف في لمسته الأولى للكرة بعد أن نزل إلى أرض الملعب، مستغلا اخطاء دفاع الفريق الأوكراني.

وتراجع شختر عقب ذلك واتخذ وضعا دفاعيا، ولكن مع ذلك توفرت له فرص تسجيل إضافية. فقد أضاع تيتي فرصتين، بينما ألغى الحكم هدفا لمارلوس باعتباره كان في وضع تسلل.

ولم تنته الإثارة عند هذا الحد، فقد سجل فالفيردي هدفا للريال في الوقت المحتسب بدل الضائع، ولكنه كان أيضا في وضع تسلل فألغاه الحكم.

ولذا، وبعد صيف لم يعزز الريال فيه فريقه بأي لاعبين جدد، يواجه زيدان صعوبة في التأهل للمرحلة المقبلة من البطولة خصوصا وأن المجموعة التي يلعب الملكي فيها تضم أيضا ناديي انتر ميلان وبوروسيا مونشنغلادباخ.

ولكن ما زال بإمكان زيدان كتابة فصل جديد في التاريخ، إذ لم يسبق لفريق أن فاز بكأس دوري الأبطال بعد خسارته مباراته الافتتاحية.