من كوريا الجنوبية إلى فرنسا.. قرصنة روسيا الإلكترونية تطال الجميع

كشفت وزارة العدل الأميركية، الإثنين، أن الولايات المتحدة وجهت اتهاما الى 6 عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية بشن هجمات إلكترونية في العالم، استهدفت خصوصا شبكة الكهرباء في أوكرانيا والانتخابات في فرنسا العام 2017 والألعاب الشتوية العام 2018.

وتملك روسيا تاريخا حافلا في الهجمات الإلكترونية ضد أهداف مختلفة خلال السنوات الماضية منها أعمال مماثلة استهدفت شبكة الكهرباء في أوكرانيا، والانتخابات في فرنسا 2017، ثم الألعاب الشتوية 2018، وأخيرا الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي تقام لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد الحدث الرياضي الأضخم.

جاءت الهجمات الإلكترونية التي نفذتها روسيا تجاه الألعاب الأولمبية المزمع إقامتها الصيف المقبل في طوكيو، بعد سلسلة من الاتهامات وجه لموسكو بتنفيذ أعمال مماثلة خلال السنوات الماضية.وقال كبير مسؤولي الأمن القومي في وزارة العدل، جون ديمرز، في مؤتمر صحافي، إن العناصر الستة "متهمون بشن سلسلة هجمات معلوماتية هي الأكثر تدميراً تنسب الى مجموعة واحدة".

وأضاف ديمرز: "لم تقم أي دولة بتسليح قدراتها الإلكترونية بشكل خبيث أو غير مسؤول مثل روسيا، مما تسبب بشكل متعمد في أضرار غير مسبوقة لتحقيق مزايا تكتيكية صغيرة وإرضاء نوبات الحقد".
كهرباء أوكرانيا

كانت العديد من الهجمات الإلكترونية الروسية السابقة ضد المؤسسات الحكومية لخصوم موسكو السياسيين، منها شبكة الكهرباء في أوكرانيا.

وزارة الطاقة الأوكرانية، قالت إن متسللين استخدموا شركة انترنت مقرها روسيا وأجروا اتصالات من داخل روسيا، في إطار هجوم إلكتروني منسق على شبكة الكهرباء ديسمبر 2015.

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها عام 2014 واندلعت أعمال عنف من جانب انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
انتخابات فرنسا وكيمائي هولندا

كذلك، اتهمت فرنسا عبر وزير خارجيتها، روسيا بتنفيذ هجمات إلكترونية بغية التأثير على الانتخابات الفرنسية، عام 2017.

في عام 2018، أعلنت هولندا أنها أحبطت هجوما إلكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حيث طردت 4 "عملاء" روس من البلاد، فيما اتهمت القوى الغربية موسكو، بالتورط في عدد من أكبر مخططات القرصنة الإلكترونية في السنوات الأخيرة.
الألعاب الشتوية

في بيونغتشانغ بكوريا الجنوبية، حاول القراصنة الروسيون إخفاء أنفسهم على أنهم من كوريا الشمالية والصين، عندما استهدفوا حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018، مما أدى إلى تدمير الموقع الإلكتروني حتى لا يتمكن المشجعون من طباعة التذاكر، فضلا عن تعطيل شبكة "واي فاي" في الاستاد.

تتهم واشنطن العسكريين الروس وجميعهم ضباط في الوكالة العسكرية الروسية المعروفة باسم "جي أر يو"، بشن عدد من الهجمات الإلكترونية المدمرة في الأعوام الماضية.
دوافع الحرمان

لكن الهجمات الجديدة استهدفت حدثا رياضيا، مُنعت موسكو من المشاركة فيه.
كانت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، أصدرت قرارا بإيقاف روسيا عن المشاركات الرياضية لمدة 4 سنوات، بسبب جرائم متعلقة بالمنشطات.

ويترتب على القرار استبعاد جميع الرياضيين الروس من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو التي تأجلت للعام المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، فضلا عن الحرمان من المشاركة في كأس العالم لكرة القدم 2022، إضافة إلى منع روسيا من استضافة أي حدث رياضي، أو حضور أي مسؤول حكومي الأحداث الرياضية الدولية لمدة 4 سنوات.
ردود الأفعال

قالت اللجنة المنظمة لألعاب طوكيو، إنه "لم يلاحظ تأثير كبير" من الهجمات الإلكترونية المحتملة على عملياتها.

وشملت أعمال الاستطلاع الإلكتروني الروسية منظمي الألعاب والخدمات اللوجستية والجهات الراعية، وكانت جارية قبل تأجيل الأولمبياد بسبب فيروس كورونا المستجد.

وأضافت اللجنة في بيان لصحيفة "الغارديان"، "تعتبر طوكيو 2020 الأمن السيبراني جانبا مهما لاستضافة الألعاب، وتتخذ اللجنة المنظمة مجموعة من الإجراءات وتقوم باستعدادات شاملة".

تأتي هذه الهجمات في ظل تنظيم طوكيو بعض الفعاليات التحضيرية للدورة عن طريق شبكة الانترنت.

وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية، الثلاثاء، إنه لا يمكن التغاضي عن الهجمات الإلكترونية "الخبيثة"، وإن البلاد ستواصل إجراءات مكافحة الهجمات الإلكترونية للتأكد من نجاح أولمبياد طوكيو.

كانت الولايات المتحدة وبريطانيا أدانتا الاثنين، ما وصفتاه بأنه سلسلة من الهجمات الإلكترونية "الخبيثة" التي دبرتها المخابرات العسكرية الروسية، بما في ذلك محاولات لتعطيل أولمبياد طوكيو وأولمبياد المعاقين.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إن "تصرفات جي أر يو ضد الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين ساخرة ومتهورة. إننا ندينهم بأشد العبارات الممكنة".

وأضاف: "ستواصل المملكة المتحدة العمل مع حلفائنا لاستدعاء ومواجهة الهجمات الإلكترونية الخبيثة في المستقبل."