بعد حظر مقالات بشأن بايدن.. الكونغرس ينوي استدعاء رؤساء فيسبوك وتويتر

قالت اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأميركي في بيان إنها ستجري تصويتًا على إرسال مذكرات استدعاء إلى الرؤساء التنفيذيين لتويتر وفيسبوك في 22 أكتوبر.

وقال البيان "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الشهادة الطوعية، فإن اللجنة ستصوت على الموافقة على مذكرات الاستدعاء في موعد يتم تحديده".

وكان مقال مثير للجدل حول المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، كشف الوضع الصعب الذي يواجهه موقعا فيسبوك وتويتر قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية مع تنديد الجمهوريين بانحيازهما واحتجاج صحيفة على الرقابة.

وقال مؤسس موقع تويتر، جاك دورسي، الأربعاء الماضي، إن "إعلاننا بشأن ما قمنا به بخصوص مقال نيويورك بوست لم يكن رائعا، وحظر مشاركة عنوان الإنترنت للمقال بدون أي تفسير لخلفية القرار أمر غير مقبول".

وكانت الصحيفة المحافظة نشرت رسائل بريد إلكتروني قد يكون تم الحصول عليها بشكل غير شرعي من كمبيوتر يتضمن رسائل وصور وتسجيلات فيديو خاصة لهانتر بايدن نجل جو بايدن.

وبحسب مضمون هذه الرسائل الإلكترونية الاتهامات التي يوجهها معسكر دونالد ترامب باستمرار الى بايدن منذ سنوات ومفادها أنّ نائب الرئيس السابق ساعد مجموعة الغاز الأوكرانية "بوريسما" التي كان يعمل فيها ابنه حين كان هو نائباً للرئيس السابق، باراك أوباما، على الإفلات من تحقيقات في قضايا فساد في أوكرانيا من خلال طلبه من كييف إقالة المدّعي العام الذي كان يحقّق في هذه القضايا.

ولطالما نفى جو بايدن أن يكون قد ناقش، حين كان في السلطة، مع ابنه أياً من أنشطته المهنية في الخارج. وكان هانتر بايدن عضواً في مجلس الإشراف على بوريسما من 2014 ولغاية 2019.

وعزا عملاقا وسائل التواصل الاجتماعي سبب حجبهما روابط المقال إلى أنّ مصدر المعلومات التي يتضمّنها هو في نظرهما موضع شكّ.

وأكّد موقع تويتر أنّه منع نشر المعلومات الواردة في المقال لأنها تتضمن وثائق تخالف اثنتين من قواعده: عدم نشر معلومات شخصية (بريد إلكتروني وأرقام

وقالت الشركة عبر حسابها المخصص لأمن الإنترنت:"لا نريد تشجيع القرصنة عبر السماح بنشر وثائق يتم الحصول عليها بشكل غير شرعي".
انتقادات واسعة

لكن التوضيحات جاءت بعد يوم أشعل انتقادات واسعة ضد موقعي التواصل الاجتماعي.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "أمر مريع للغاية أنّ يقوم فيسبوك وتويتر بحذف المقال حول الرسائل الإلكترونية، سلاح الجريمة، المتعلّقة بالنعسان جو بايدن وابنه هانتر والمنشور في نيويورك بوست".

وأضاف "هذه ليست سوى البداية بالنسبة لهما. ما من شيء أسوأ من سياسي فاسد".

في وقت لاحق اتهم ترامب الموقعين بحجب حساب الناطقة باسمه، كايلي ماكيناني، لأنها قامت بمشاركة المقال على الإنترنت.

وقال ترامب خلال تجمع في أيوا "لأنها شاركت الحقيقة، اغلقوا حسابها!! إنهم يحاولون حماية بايدن".

وشكّك آندي ستون، أحد المسؤولين بفيسبوك في صحّة الرسائل الإلكترونية التي استند إليها مقال "نيويورك بوست".

وقال ستون إنّ فيسبوك سيتحقّق من صحّة هذه المعلومات وبانتظار جلاء الأمر سيحدّ من انتشار المقال على منصّاته.

وندد السناتور الجمهوري، جوش هاولي، بـ "انحياز" فيسبوك وبحظر "انتقائي كما يبدو" لمقال حول "عمل قد يكون يناقض أخلاقيات مرشح للرئاسة".

من جهتها، نددت صحيفة "نيويورك بوست"، إحدى الصحف الأوسع انتشارا في البلاد، "برقابة من فيسبوك لمساعدة حملة جو بايدن".
"آلة دعائية"

وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها "الرقابة أولا، ثم طرح الأسئلة: إنه موقف فاضح لواحدة من أقوى المنصات في الولايات المتحدة"، متهمة فيسبوك بانه أصبح "آلة دعائية".

وكان رئيس شركة فيسبوك، مارك زوكربرغ، كرر عدة مرات أن الشبكات "يجب ألا تكون حكما على الحقيقة".

لكن المنصات متهمة بالرقابة من قبل المحافظين وينتقدها اليسار لعدم معالجتها بشكل كاف لـ"المعلومات المضللة" والتحريض على الكراهية ومحاولات ثني الناخبين عن التصويت.

بعد أشهر من التوتر المتزايد وانتشار الوباء الذي شكل بيئة مؤاتية للتضليل الاعلامي، شددت المنصات إلى حد كبير من قواعدها حول الاعتدال في المضمون لحماية الإنتخابات من التدخل والتلاعب.

لكن مقال نيويورك بوست يذكر بالقضية المتعلقة بهيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية عام 2016، والتي تم نشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها التي اخترقها قراصنة روس على الإنترنت من قبل مواقع مجهولة ومن خلال موقع ويكيليكس.

ووعد فيسبوك وتويتر باتخاذ إجراءات حيال مثل هذا التكتيك، حين تعمد كيانات إلى إعطاء معلومات مقرصنة إلى وسائل إعلام وتستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لنشرها.