المناسبات الدينية.. دجاجة تبيض ذهبًا للحوثيين

أقرت قيادات تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية فرض جبايات وإتاوات مالية على التجَّار والمستثمرين ومختلف الباعة والمزارعين في عدد من مديريات محافظتي الضالع وإب، بحجة إقامة أنشطة وفعاليات بمناسبة المولد النبوي.

وأكدت المصادر لوكالة "خبر"، أن اجتماعاً عقدته المليشيا في مدينة دمت الخاضعة لسيطرتها والتي تتخذ منها عاصمة لمحافظة الضالع، (جنوبي اليمن)، بقيادة القيادي "أبو أحمد حطبة" المعين لديها مشرفا عاما على المحافظة، واقرت خلاله فرض جبايات وإتاوات مالية على مختلف القطاعات.

وأوضحت المصادر أن القرارات الحوثية اوكلت مهمة الجباية لمكاتب إدارات الضرائب والتحسين وغيرهما من المرافق الايرادية والتحصيلية.

وبحسب مصادرنا، ركزت المليشيا على مديرية دمت بدرجة أساسية وضعت في مقدمتها تجَّار الجملة والتجزئة، ومالكي الفنادق السياحية والاستراحات الشعبية التي تربو عن (80) منشأة خاصة تزخر بها المدينة التي تكتنز مخزونا سياحيا فريدا، والحمامات العلاجية الطبيعية التي تمتاز بمياهها الكبريتية، وبائعي "نبتة القات" بشقيهم "جملة وتجزئة".

مضايقات حوثية

وكشف لـ"خبر" عدد من مالكي الفنادق والحمامات الطبيعية - طلبوا عدم ذكر اسمائهم تخوفا من المضايقات الحوثية- أن قيادات وعناصر المليشيا أصبحت تقيم بصورة مستمرة ومجانية في فنادق المدينة وتستقبل زوارها من بقية المحافظات دون دفع اي مبالغ مالية، ومع ذلك ما زالت تفرض عليهم مبالغ مالية في كل فعالية واحتفالية تقيمها، مشيرة الى ان كل ذلك لم يعفها من الضرائب ورسوم التحسين وغيرها.

مديرية قعطبة التي تشتهر بزراعة القات بدرجة منافسة لمديرية دمت، وكلتاهما حدودية لبعض، حيث تقع الاولى جنوبي الاخيرة، وكذلك مديرية الحُشا "غربي قعطبة"، فرضت المليشيا على مزارعيها وباعة هذه النبتة دفع مبالغ مالية، شاملا القرار اصحاب المحلات التجارية.

ويفيد عدد من المواطنين أن حملة الجبايات طالت المواطنين، حيث طالبتهم المليشيا بدفع تبرعات مالية وعينية تحت مزاعم فعالية المولد النبوي، بالرغم من أن جميعهم -باستثناء المنحدرين من ذات السلالة- يعترضون على ذلك، إلا انهم يخشون الرفض تخوفا من تلفيق تهم كيدية ضدهم تتنوع بين "التخابر والتحريض"، وهي تهم لا تنفك عناصر المليشيا عن إلصاقها بمناوئيها.

وأضافوا، "طفح كيلنا، ولكن لا خيار أمامنا في ظل خذلان الحكومة الشرعية"، مطالبين قيادة قوات التحالف العربي بضرورة "استكمال تحرير المحافظة والمحافظات المجاورة".

أقارب المغتربين

أمَّا محافظة إب، التي تترامى مديرياتها على شمال وغربي محافظة الضالع، وبعد أن أدرجت مليشيا الحوثي في آلية جباياتها وإتاواتها ذات الجهات التي سبق ذكرها وهي ما لم تستثن منه أحدا في مناطق سيطرتها، فقد شدد الاجتماع الذي عقده المشرف الاجتماعي لمليشيا الحوثي بالمحافظة يحيى القاسمي، وحضره عدد من القيادات ومشرفي المديريات، على استهداف أُسر واقارب المغتربين، وهي الآلية التي سبق ونفذتها المليشيا بذات المحافظة في مناسبات سابقة.

مسؤول حوثي طلب تبرعات مالية بذريعة احياء المولد النبوي، وتحت شرح مطوَّل عن اهمية المناسبة في محاربة "أمريكا واسرائيل" -حد زعمه- دفعت له (20) ألف ريال، فكان رده "ما هذا..؟!، أنت ابنك مغترب بامريكا ويستلم بالشهر اكثر من 5 آلاف دولار، مفروض تدفع الف دولار وليس عشرين الف يا خبير"، هكذا يروي والد احد المغتربين الذين ينحدرون من مديرية الشعر، بمحافظة إب، (وسط اليمن)، قصته مع المسؤول الحوثي.

وأوضح أنه بعد جدال وسجال اسهب خلالها المسؤول الحوثي بالحديث عن ما اعتبره "تضحيات عناصرهم في الجبهات في مواجهة العدوان السعودي الامريكي، بينما هم -يقصد المواطنين- في بيوتهم" اضطر الأب إلى دفع مبلغ (500) دولار امريكي، تجنبا لمضايقات قادمة استشعر تلميحاتها في حديث ذلك الحوثي.

تلك الآلية ركزت على اهالي مديريتي الشعر والنادرة، في إب، وجُبن في الضالع.

أنشطة طائفية

وفي حديثهم لوكالة خبر، يرى مراقبون واقتصاديون أن المليشيا اصبحت تتخذ من المناسبات الدينية موردا اقتصاديا هاما في جباياتها، بعد ان وجدته اغدق عليها بالمال، مما حدا بها إلى تكثيفها.

ويؤكدون أن اموال الجبايات للمناسبات الدينية أصبحت تدر ذهبا على الحوثيين، فهي اكثر وفرا وأقل كلفة في تحصيلها إن قورنت ببقية الايرادات التحصيلية.

وبحسب المراقببن، صمت المجتمع الدولي تجاه قرارات الحوثيين التعسفية وانتهاكاتهم بحق المدنيين وخرقهم للاتفاقات والمواثيق الدولية التي تعد اليمن أحد الموقعين عليها، ساعد المليشيا في التمادي أكثر وتوسع نشاط جباياتها الذي يذهب جزء منه إلى جيوب قياداتها النافذة وآخر لتغذية انشطتها وحربها.

ولفتوا إلى أن المليشيا تنفذ طرق جباياتها تحت غطاء "تبرعات"، إلا أن تلك التبرعات تذهب لصالح انشطة عقائدية وطائفية تكرّس مفهوم الولاء المطلق لسلالة معيَّنة دون أخرى وهو ما يمكن للأمم المتحدة ومنظمات الدولية المهتمة بحقوق الانسان والحريات أن تتخذ موقفا حازما تجاه هذه الجماعة الطائفية.