"مخاوف متزايدة".. مسؤولون أميركيون يحذرون من "تهديدات" لسباق الرئاسة

حذر مسؤولون أميركيون وتقارير رسمية من خطر حدوث أعمال عنف ينفذها متشددون، من خلفيات مختلفة، خلال موسم انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وأفادت الوكالة، بأن مذكرات لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي، تفيد بأن متشددين محليين قد يهددون أهدافا متعلقة بالانتخابات في الفترة التي تسبق الاستحقاق.

وقالت متحدثة باسم "أف بي آي"، إن المكتب "يشارك المعلومات التي لديه بشكل روتيني مع شركائنا في إنفاذ القانون من أجل المساعدة في حماية المجتمعات التي يخدمونها".

وقالت مذكرة لوزارة الأمن الداخلي، بتاريخ 17 أغسطس الماضي، إن المتشددين المدفوعين أيديولوجيا وغيرهم من الفاعلين "يمكنهم التحرك بسرعة" للقيام بأعمال عنف تتعلق بالانتخابات.

وأشارت المذكرة، إلى أن متشددين يعملون بمفردهم ممن يؤمنون بتفوق العرق الأبيض، وآخرين لديهم "أيديولوجيات شخصية"، يشكلون التهديد الأكبر للقيام بأعمال عنف دامية.

وقال مسؤول أميركي إن المتشددين يستغلون "التوترات السياسية المتزايدة والاضطرابات الداخلية وحملات التضليل الخارجية"، بحسب رويترز.

ونشر مكتب الأمن الداخلي، في ولاية نيوجيرزي، تقريرا على موقعه مؤخرا، يحذر من خطر هذه التهديدات. ويشير التقرير إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد الانتخابات، هي إعلان سريع للنتائج، أو عملية مطولة تستغرق شهورا لتحديد اسم الفائز، أو معركة قانونية في المحكمة العليا لحسم النتيجة.

وخلص التقييم إلى أن أي من السيناريوهات يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف، مع احتمال وقوع مواجهات دامية بين المحتجين، والاعتداء على أفراد الشرطة. ويقول تقرير المكتب، إن المتشددين سيكونون على الأرجح "فوضويين ومناهضين للحكومة وذوي دوافع عنصرية".

وقال، مدير المكتب لشؤون الأمن الداخلي والاستعداد، جاريد مابلز: "لديك هذا الخليط من الأحداث الصعبة لم يحدث في تاريخ أميركا".

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون أوليوت، أبلغ رويترز بأن الأولوية القصوى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هي "حماية الولايات المتحدة من جميع التهديدات، الخارجية والداخلية".

كانت احتجاجات قد خرجت، خلال الشهور الماضية، في عدة مدن أميركية ضد "العنصرية ووحشية الشرطة"، وقد تخللتها أعمال عنف وتخريب، ومواجهات بين فصائل متشددة تنتمي لليمين واليسار.

ويأتي ذلك بينما تواجه البلاد أزمة جائحة كورونا، وارتفاع نسبة البطالة، وحالة استقطاب سياسي. وقد شكك، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في نزاهة الانتخابات بسبب مخاوفه بشأن التصويت عبر البريد، الذي يتوقع أن يؤدي إلى إقبال تاريخي، بينما يرى أنه يفتح المجال أمام "تأخر إعلان النتائج والتزوير" وقد ألمح إلى إمكانية أن تتدخل المحكمة العليا لحسم نتيجة السباق.

مايك سينا، رئيس "جمعية مركز الاندماج الوطني"، قال لرويترز إن "تهديد المتشددين المحليين لطالما كان موجودا من قبل، لكنه يحظى باهتمام أكبر هذا العام". وأضاف "كانت لدينا دائما تهديدات خلال الانتخابات الوطنية من متشددين عنيفين، بما في ذلك المنظمات الإرهابية... ومع الأحداث الجارية، أصبحت التهديدات في دائرة الضوء أكثر من أي وقت مضى".

وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، في تقرير له، صدر في يونيو الماضي، إن نتيجة الانتخابات قد تؤدي إلى أعمال عنف من اليمين أو اليسار المتطرف.

وجاء في التقرير: "إذا خسر الرئيس ترامب الانتخابات، فقد يلجأ بعض المتشددين إلى العنف لأنهم يعتقدون أن هناك تزويرا أو أن انتخاب المرشح الديمقراطي، جو بايدن، سيقوض أهدافهم المتشددة، وقد يلجأ البعض من أقصى اليسار إلى الإرهاب إذا أعيد انتخاب ترامب".