مليشيا الحوثي تعمل بمنهجية طائفية على تدمير القطاع التعليمي ومنشآته

يعد القطاع التعليمي أحد القطاعات التي طالتها يد الدمار الحوثية منذ إشعالها الحرب وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م حيث حوَّلت مئات المنشآت إلى ثكنات عسكرية واستهدفت أخرى بقصف نيرانها وإغلاقها لأخرى.
 
وكشفت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان عن آلاف حالات الاعتداء والتفجير في تقرير لها حصلت "خبر" على نسخة منه، ورصد انتهاكات المليشيا خلال الفترة 21 سبتمبر/ ايلول 2014 وحتى ديسمبر/ كانون الاول 2019م، تسجيل 1492 حالة اعتداء، ارتكبتها جماعة الحوثي على مرافق ومنشآت تعليمية في 19 محافظة، تصدرتها أمانة العاصمة صنعاء بواقـع 401 حالة اعتداء، تليها محافظة صنعاء 182 حالـة، ثم محافظة عمران 162 حالة، ثم محافظة الحديدة 151 حالة، ومحافظة تعز 136 حالة، وتأتي بعدها محافظة إب 109 حالات، ومحافظة ذمار 80 حالة، ومحافظة صعدة 72 حالة اعتداء، بينما تتوزع بقية الحالات، حسب الترتيب، على محافظات "مأرب، المحويت، حجة، البيضاء، الضالع، شـبوة، ريمـة، الجوف، عدن، ابين، ولحج".
 
وتسببت أعمال القصف التي نفذتها مليشيا الحوثي في تدمير 396 منشأة تعليمية، بشكل جزئي، بينها 337 مدرسة حكومية و35 مدرسة خاصة و19 جامعة وكلية حكومية و5 جامعات خاصة، فيما أسفر القصف والتفجير عن تدمير 53 منشأة أخرى بشكل كلي، بينها 41 مدرسة حكومية، و10 مدارس خاصة، بالإضافة إلى جامعتين خاصتين، في حين استولت المليشيا على 396 منشأة تعليمية وتحويل معظمها إلى ثكنات عسكرية ومخازن سلاح بعد نهب كامل محتوياتها ومن بينها 250 مدرسة حكومية و71 مدرسة خاصة و14 معهدا فنيا ومهنيا و30 جامعة وكلية حكومية، بالاضافة إلى 31 جامعة وكلية خاصة.
 
كما قامت مليشيا الحوثي بإغلاق وتعطيل 8 كليات تابعة لجامعات حكومية، ومثلها من الجامعات الخاصة، بالاضافة إلى 33 مدرسة حكومية، استخدمت معظمها لايواء النازحين جراء الحرب، بينما أغلقت 47 مدرسة أخرى، خاصة بعـد أن تعذر على مالكيها تشغيلها نتيجة تعنت المليشيا وفرضها مبالغ خيالية إتاوات على كل مدرسة أهلية مع بداية كل عام دراسي.
 
كما تعرضت خلال السنوات الخمس 552 منشأة تعليمية أخـرى للمداهمـة الحوثية، تارة ضمن حملات تجنيد إجبارية للطلاب الدارسين، بمن فيهم طلاب المرحلة الأساسية، وتارة أخرى لتنظيم أنشطة وفعاليات طائفية وتحريضية، تحت عدة ذرائع ومسميات، من بينها المولد النبوي وذكرى الصمود ويوم الشهيد... إلخ. وفي كثير من الأحيان تتم المداهمة مـن أجل فرض جبايات وإتاوات على الطلاب، باسم دعم المجهود الحربي.
 
وذكر التقرير ان مليشيا الحوثي تسببت بتشريد آلاف الاسر، وجعلهـم بدون مأوى، وذلك من خلال قيامها بقصف وتفجير منازلهم، وعبر احتلال البعض منها والاستيلاء عليها ونهب محتوياتها ومغادرة ساكنيها تحت قوة السلاح، فضلا عن تنفيذها مداهمات مستمرة رافقها اختطافات وتفتيش وعبث بالمحتويات.
 
كما وثق فريق المنظمة قيام مليشيا الحوثي بتفجير 745 منزلا، موزعة على 18 محافظـة، وتدمير 5173 منزلا بشكل جزئي، و333 منزلا بشكل كلي، جراء أعمال القصف التي نفذتها، مستهدفة الأحياء السكنية، في معظم المحافظات، بالاضافة إلى استيلائها على 179 منزلا، في 13 محافظة.
 
من جانبها، اتهمت مصادر تربوية، مليشيا الحوثي باستهداف منشآت القطاع التعليمي بشكل ممنهج سعيا في تدمير العملية التعليمية بطرق شتى كشفت عن حقد المليشيا ومحاولتها طمس كل ما تم تحقيقه منذ قيام ثورة 26 سبتمبر وحتى سيطرتها على مختلف مناطق البلاد.
 
ولفتت المصادر إلى تجلي منهجية الحقد الحوثي على القطاع العلمي بما أحدثته من تغييرات في المنهج التعليمي الأساسي والثانوي والجامعي وإضافة دروس ومقررات تعج بالطائفية وتكرس الولاء السلالي الذي يتعارض مع المجتمع اليمني.
 
وطالبت المجتمع الدولي خلال حديثها لـ"خبر" بالضغط على المليشيا واتخاذ موقف جاد إزاء ما تقوم به من ممارسات تزيد من تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني بين أبناء الشعب.