الحكومة اليمنية والحوثيون.. استثمار الكوارث

يعاني غالبية اليمنيين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الأمرين جراء استمرار الحرب للعام السادس على التوالي، والكوارث الناجمة عن سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطقهم خلال الأسبوعين الماضيين.

وتسببت الحرب المفتعلة من قبل المليشيات الحوثية الموالية لإيران بشكل رئيس في انقطاع رواتب الموظفين في مؤسسات الدولة بقطاعيها المدني/ العسكري منذ خمس سنوات، ويعيش غالبية اليمنيين ظروفا معيشية قاسية جراء تنصل حكومتي الحوثي والشرعية عن واجباتهما في صرف المرتبات وتقديم أي خدمات أساسية للمواطنين جراء استمرار الحرب التي ألحقت دمارا واسعا في البنية التحتية والمنشآت الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى ما تسببت به سيول الأمطار الغزيرة من وفيات ودمار كبير في الطرقات وتزايد الحفر في أغلب شوارع العاصمة الرئيسة وتهدم أسوار مدينة صنعاء التاريخية وانهيار عدد من السدود والحواجز المائية وتهدم منازل للمواطنين وتضرر أخرى بشكل جزئي ومتفاوت.

وتولي قيادات مليشيا الحوثي والسلطات المحلية الموالية لها وعلى رأسها حمود عباد أمين العاصمة ومديرو المديريات بالعاصمة المنكوبة بسيول الأمطار خلال الايام الماضية اولويات اهتمامتها في جمع الأموال من التجار في مناطقها لتسيير قوافل عيدية وزيارة مقاتليها في الجبهات وعقد لقاءات موسعة مع كل المشايخ وعقال الحارات والمواطنين على مستوى الاحياء في مديريات العاصمة العشر في إطار الاحتفاء بذكرى ما يسمى "يوم الولاية" والتحشيد للفعالية الكبرى المزمع اقامتها السبت المقبل، بينما تتجاهل القيام بواجباتها ومسؤولياتها كسلطة أمر واقع في إصلاح الطرق وصيانتها وشفط المياه الراكدة في الأنفاق بالعاصمة صنعاء وردم الحفر وترميم منازل المواطنين التي تهدمت وتضررت بأشكال متفاوتة، وإيواء الأسر التي تهدمت منازلهم بشكل كلي وايجاد مساكن بديلة لها وتقديم أي مساعدات غذائية وايوائية.

وفي الجانب المقابل، لم تبادر حكومة الشرعية بأي إجراء ملموس في مساعدة المتضررين من الأهالي في مناطق سيطرة الحوثيين بل تعمد مثل الحوثيين إلى استغلال واستثمار أي كوارث طبيعية بجمع الأموال وزيادة أرصدة قياداتها في حسابتها بالبنوك بالخارج.

وبين هذه المآسي والكوارث التي يعيشها اليمنيون، أبدى محمد علي الحوثي رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" في تغريدة على موقع "تويتر"، استعداد جماعته لتقديم المساعدة للحكومة اللبنانية على إثر الانفجار الذي وقع الثلاثاء في مرفأ بيروت ما أدى إلى وفاة أكثر من 100 شخص وجرح نحو 4000 آخرين قائلا "حاضرون لمساعدة الأشقاء في الحكومة اللبنانية وفق المتاح".!!