انفجار بيروت يجدد مخاوف اليمنيين من الناقلة "صافر" ومخازن "المتفجرات" الحوثية في الحديدة

قرع انفجار بيروت، الذي حدث في مرفأ العاصمة اللبنانية، أمس الثلاثاء، وراح ضحيته أكثر من 73 قتيلاً و3700 جريح، ناقوس خطر ناقلة النفط "صافر"، الراسية قبالة ميناء راس عيسى، بمحافظة الحديدة غربي اليمن. وكذلك مخازن المتفجرات الحوثية في ميناء المدينة الخاضع لسيطرتها منذ العام 2014م.

وبالرغم من أن الانفجار أثار حفيظة الكثير من الإعلاميين والناشطين اليمنيين، إلا أن الصمت اكتنف أرجاء الحكومة اليمنية دون موقف رسمي يذكر تجاه الصلف الحوثي مهما قوبِل بغض الطرف الأممي، فالأخير لا يمكنه أن يتبنى مواقف حكومات البلدان بقدر مساندتها حال ضغطها أكثر، حد تعبير مهتمين بالشأن اليمني.

ومنذ العام 2015 وناقلة النفط "صافر" عالقة حتى اللحظة على بعد خمسة أميال بحرية قبالة الساحل اليمني، وهي محملة 1.14 مليون برميل نفط خام، وبحاجة إلى صيانة عاجلة بعد أن استمر هيكلها الخارجي بالتآكل جراء الملوحة والحرارة، وبدأت المياه تتسرب إلى داخلها ما يهدد بتسرب النفط إلى بيئة البحر وتسببه بكارثة تبقى لعشرات السنين.

أخطر الكوارث

وبينما تواصل مليشيا الحوثي منعها السماح للفرق الفنية الوصول إلى الناقلة وصيانتها، اكتفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والمتواجدة في العاصمة السعودية الرياض، بإطلاق مناشدات موسمية، إن لم تكن مجرَّد إسقاط واجب فهي صرخات عجز لم تأت ثمارها.

وتحذيراً من الخطر الكارثي الذي يحدق بالناقلة، قال الكاتب لويس ليما في مقال نشرته صحيفة "لوتون Le Temps" السويسرية، إذا تسرب محتوى الناقلة في البحر الأحمر "فسيواجه الكوكب إحدى أخطر الكوارث البيئية على الإطلاق".

وأعاد انفجار بيروت إلى أذهان اليمنيين خطر الناقلة "صافر"، حيث قال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني، في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، إن "حادث الانفجار الهائل في مرفأ بيروت وما خلفه من خسائر بشرية فادحة وأضرار كارثية على البيئة والاقتصاد اللبناني تذكرنا بالقنبلة الموقوتة “ناقلة النفط ‎صافر” الراسية قبالة ميناء راس عيسى في البحر الأحمر، والتي تتخذها مليشيا الحوثي ورقة للضغط والابتزاز”.

مخازن متفجرات

ولكن ليست "صافر" هي الخطر الوحيد بالنسبة لبقية اليمنيين، خصوصا وأن مليشيا الحوثي الإرهابية تمثل ذراع إيران في البلاد، كحال حزب الله في لبنان، حيث لم يستبعدوا وجود مخازن متفجرات وذخائر في مرفأ ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي أو أي مكان آخر بالمدينة.

وتساءل الكاتب الدكتور حسين لقور، في تغريدة على موقع "تويتر": "إذا كان هذا الانفجار ناتجا عن 2700 طن مواد متفجرة خزنها حزب الله الإرهابي وهناك دولة في لبنان، كم سيكون الحوثة قد خزنوا في ميناء الحديدة مواد متفجرة وهم وحدهم يتصرفون في إدارة الميناء؟".

وارتفعت حدة المخاوف لدى الكثيرين مطالبين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة اتخاذ موقف جاد تجاه مليشيا الحوثي، محملين إياها كامل مسؤولية تبعات أي نتائج مستقبلية.

وبالرغم من أن الحوثيين أبدوا استعدادهم بالسماح لوصول فرق فنية أممية، إلا أنهم لم يفوا بتلك الوعود، وعُرف عنهم بنكث العهود والاتفاقات واللجوء إلى المراوغة.

ولقرابة عامين وتنفيذ بنود اتفاق السويد التي من أبرزها توريد عائدات ضرائب مشتقات النفط وإيرادات ميناء الحديدة إلى حساب خاص في البنك المركزي بالحديدة لتسليم مرتبات الموظفين المتواجدين في مناطق سيطرتها، وإيقاف إطلاق النار في جبهات الحديدة، وانسحاب عناصرها من الميناء، إلا أنها لم تلتزم بأي منها، مما زاد من فقدان الثقة بها.