خبراء استخبارات يحللون المشاهد.. #انفجار_بيروت يفضح أنشطة مشبوهة لحزب الله بالمرفأ

انفجار بيروت الضخم أذهل العالم، إذ وقع في بقعة حساسة واستراتيجية من العاصمة، فالمرفأ له اعتباره الأمني والاستراتيجي، لكن حزب الله يسيطر عليه، ما يشي بأنشطة خطيرة يقودها عناصره من دون رقابة أو علم للسلطات المختصة.

طبيعة الانفجار لفتت اهتمام خبراء الأمن، وبدأوا في تحليل مشاهد الفيديو، وأعمدة الدخان التي تحولت على اللون الأحمر فجأ. حيث قالت مصادر استخباراتية لشبكة فوكس نيوز الأميركية، إن الانفجارات "ربما تكون عرضية على الأرجح"، لكن أنشطة حزب الله في الميناء تخضع للتدقيق.

ونقلت الشبكة عن مصادر متعددة القول إن معظم العمليات في الميناء كانت تحت سيطرة "غير رسمية" لحزب الله، فيما ظهرت مؤشرات على اندلاع حريق في مستودع متفجرات داخل المنشأة.

ويأتي ذلك في وقت يؤكد فيه كبار المسؤولين اللبنانيين أن الإهمال هو السبب وراء الحادث متعهدين بمحاسبة المتسببين.

كما أشارت مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة التي كانت قد نفذت سابقا خارج الميناء، وهي مناطق يسيطر عليها حزب الله في المقام الأول، مضيفة إن الانفجار يحتمل أن يشمل "حاويات متعددة" ولكن ليس له صلة بالإرهاب.

وأشار مصدر استخباراتي آخر إلى أن "هناك احتمال بشأن تخزين ألعاب نارية وبنزين وأسلحة معا". وأضاف: "رسميا وقع الانفجار في مستودع للألعاب النارية والبنزين."

وأكد المصدر أيضا أنه بناء على تحليل لمقاطع فيديو، فقد وقعت انفجارات صغيرة قبل ثوان مباشرة من حصول الانفجار الأكبر.

وتابع أن "الاختلاف في لون الدخان المتصاعد، يشير إلى وجود ألعاب نارية، ولكن أيضا لا يستبعد وجود أسلحة ومواد محتملة أخرى في المنطقة المجاورة".

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات من دون إجراءات سلامة وإن هذا الأمر "غير مقبول".

وتنقل شبكة فوكس نيوز عن، إيان برادبري، رئيس مركز استشارات دفاعية في كندا قوله إن "استيراد الألعاب النارية أمر شائع، والمنطقة التي تظهر في الفيديو تظهر موقع تخزين معروف لهذا النوع من السلع".

وأضاف "هناك بعض التكهنات بشأن شحنات الأسلحة التي تم استلامها أو تخزينها مسبقا في هذا الجزء من الميناء، ولكن حتى الآن، لم يتم تأكيد ذلك".

وأسفر الانفجار الضخم، الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء، عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة نحو أربعة آلاف بجروح، فيما يبدو أنه ناتج عن مستودع يضم مئات الأطنان من مادة نيترات الأمونيوم.

وأظهرت لقطات الفيديو، كرة نارية كبيرة جدا، تصاعدت بشدة فوق صوامع تخزين حبوب كبيرة، ثم سحابة صعدت للسماء تلتها موجة أكبر عبرت المدينة بأكملها.

وتعهد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب بأن هذه الكارثة لن تمر من دون حساب، مضيفا أنه سيتم كشف الحقائق بخصوص هذا "المستودع الخطير".

يذكر أن وقائع سابقة تربط امتلاك عناصر في حزب الله لتلك المادة، تضمنت اعتقالهم في مناطق مختلفة حول العالم.

وبحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في مايو، فقد زود جهاز الموساد الإسرائيلي السلطات الألمانية بمعلومات تفيد باحتفاظ عناصر مرتبطين مع حزب الله بمئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مخزن في جنوبي ألمانيا، ما أدى لمداهمة قوات الأمن الألمانية للعناصر وضبطها.

كما داهمت قوات الأمن البريطانية أربعة مواقع مرتبطة بحزب الله، وقامت باعتقال شخص، بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نترات الأمونيوم في مصنع سري للقنابل في ضواحي العاصمة لندن، حسبما نقلت صحيفة "تيليغراف" في يونيو 2019.

وبحسب الصحيفة، فقد قام متطرفون مرتبطون بالحزب آنذاك بتخزين ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم بأكياس ثلج، في مؤامرة تم الكشف عنها من قبل السلطات، في خريف 2015.

وفي أغسطس 2015، ضبطت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص على ارتباط بحزب الله، قاموا بتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل، كبنية تحتية لهجوم باستخدامها.

كما ضبطت الأجهزة الأمنية، في قبرص، في شهر مايو 2015، كمية تقدر بـ 420 صندوقا من نترات الأمونيوم تعود لعناصر من حزب الله وقامت بتفكيك البنية التحتية للهجوم المحتمل آنذاك.

وضبطت السلطات التايلندية، في يناير 2012، 290 لترا من نترات الأمونيوم واعتقلت أشخاصا منخرطين بالأمر على ارتباط بحزب الله.

وفي عملية سابقة، تعاملت السلطات التايلندية، في مارس 1994 مع هجوم فاشل على السفارة الإسرائيلية في البلاد، باستخدام شاحنة مفخخة تحمل موادَ تضمنت طنا من نترات الأمونيوم والديزل.