بيروت تستغيث.. عشرات القتلى وآلاف الجرحى ومخاوف من "الأسوأ"

أعلن وزير الصحة اللبناني مقتل العشرات وإصابة نحو 3500 آلاف آخرين بجروح من جراء الانفجار الضخم الذي ضرب المرفأ في العاصمة الثلاثاء، في وقت دفعت "الكارثة" رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، إلى القول: "بيروت تستغيث والإعصار الذي أصابها يدمي القلوب".

وقال الحريري، في تغريدة على تويتر، "بيروت تستغيث والإعصار الذي أصابها يدمي القلوب. الكل مدعو إلى نجدتها والتضامن مع أهلنا في كل الأحياء التي تضررت. حجم الخسائر أكبر من أن يوصف، والخسارة الأكبر سقوط عشرات القتلى والجرحى..".

ووقع التفجير عند الساعة السادسة عصراً، وهز العاصمة بالكامل وطالت أضراره كافة أحيائها حيث تساقط الزجاج في عدد كبير من المباني والمحال والسيارات، كما أفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار أيضا.

وقال وزير الصحة، حمد حسن، خلال زيارته أحد مستشفيات بيروت للصحافيين، "هناك عشرات الشهداء وآلاف الجرحى جراء الانفجار".

وأضاف "إنها كارثة بكل معنى الكلمة"، داعيا إلى نقل الإصابات الطفيفة إلى مستشفيات ضواحي العاصمة، بعدما امتلأت مستشفيات بيروت بالجرحى.

وهز الانفجار الأعنف من نوعه في بيروت منذ سنوات الأرض حتى أن بعض السكان اعتقدوا أن هناك زلزالا، وخرج الناس إلى الشوارع مذهولين تتساقط دموعهم وبعضهم مصابون بجروح يحاولون معرفة ما حدث لأقاربهم.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان ومصدران أمنيان أن الانفجار وقع في مستودع للمفرقعات بمرفأ بيروت قبل أن يتهكم مدير الأمن العام، عباس إبراهيم، على هذه الفرضية، في حين قال مصدر أمني ثالث إنه كانت هناك مواد كيماوية مخزنة بالمنطقة.

وأظهرت لقطات مصورة للانفجار تداولها السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عمود دخان يتصاعد من منطقة المرفأ أعقبه انفجار هائل، ويبدو أن دوي الانفجار كان كبيرا لدرجة أن من كانوا يصورون لحظاته الأولى سقطوا أرضا من الصدمة.

ويثير حجم الانفجار والأضرار الناجمة مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، لاسيما أن بعض المستشفيات في العاصمة بيروت عاجزة عن معالجة جميع المصابين، بينما تشير معلومات إلى وجود جثث تحت أنقاض مبان مدمرة خاصة في المرفأ ومحيطه.

وأطلقت مستشفيات نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم، بينما قال وزير الصحة أنه اتصل بمنظمة الصحة العالمية "لاستقدام طائرة مساعدات"، مضيفا أيضا أنه أجرى اتصالات "مع قطر من أجل تأمين مستشفيات ميدانية".

وقال أحد الأطباء في مستشفى "أوتيل ديو" لقناة محلية إن عدد الجرحى لديهم وصل إلى 500، مناشداً عدم إحضار المزيد إلى المستشفى. وفي مكان التفجير، قال جندي لوكالة فرانس برس "هناك مأساة في الداخل، هناك كثير من الجثث على الأرض وسيارات الاسعاف لا تزال تعمل على نقل الجرحى".

وبعد ساعتين على وقوع الانفجار، كانت سيارات الإسعاف لا تزال تهرع إلى مكان التفجير لنقل الجرحى، وفق مراسلة لوكالة فرانس برس في المكان، بينما عملت طوافة للجيش على تعبئة المياه من البحر لإطفاء الحريق الذي لا يزال مندلعاً في المكان. كما شاهدت المراسلة باخرة تحترق عند المرفأ.