تقرير أمريكي يُحذِّر: سقوط مأرب سقوط للحكومة اليمنية بكاملها

شدد تقرير أمريكي على أن محاولات الحوثيين الاستيلاء على محافظة مأرب الغنية بالنفط حلم لم يتحقق ولن يتحقق.

وقال مركز "انسايد اربيا" المختص بدراسة الشئون العربية، إن مليشيا الحوثي تدرك الأهمية الاستراتيجية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط، لكنها واجهت تحديات كبيرة في سياق محاولاتها الفاشلة للاستيلاء عليها.

وازدهرت مأرب على مدى السنوات الخمس الماضية وتمتعت بسلام نسبي، حيث توافد آلاف النازحين من صنعاء والجوف ومحافظات أخرى إلى المدينة. وقد كانت مشابهة لواحة محاطة بالألغام الأرضية.

ويقول التقرير، إن محاولة الحوثيين الاستيلاء على المحافظة ليست الأولى، ففي عام 2015، انخرط رجال القبائل في المحافظة في اشتباكات عنيفة مع الحوثيين ونجحوا في صدهم.

معتبراً أن السيطرة على مأرب كانت حلما للحوثيين لم يتحقق حتى الآن، ولا يبدو أنه سيتحقق.

لكن التقرير حذر من أن سقوط مأرب يعني سقوط الحكومة اليمنية بكاملها.

وأشار أنه منذ بداية العام، اكتسب الحوثيون مناطق في نهم بصنعاء ومحافظة الجوف المتاخمة لمأرب. وشجع انهيار القوات الحكومية في أبريل الحوثيين على تحقيق فوز عسكري في مأرب.

ويريد الحوثيون وضع المحافظة تحت حكمهم لأنها أغنى منطقة في شمال اليمن بموارد وقود كبيرة، وهي الغاز والنفط. علاوة على ذلك، تتمتع المحافظة بموقع استراتيجي. يقع على مفترق طرق بين البيضاء والجوف وصنعاء وشبوة والمملكة العربية السعودية.

ومن أسباب استحالة استيلاء الحوثيين على المحافظة، كما أوردها التقرير، أن مأرب مجتمع قبلي وليس من السهل إخضاعه بالقوة. فهم يميلون للقتال حتى آخر رجل. ولم تتفكك قبائل مأرب ولم يتمكن الحوثيون من شراء ولاء زعماء القبائل في المحافظة.

كما يزعم الحوثيون أن لهم الحق الإلهي في حكم الآخرين، وتلك "لعنة" بالنسبة لقبائل مأرب التي تعتز باستقلالها طالما ولديها أسلحة وقدرة على القتال. يشدد التقرير بأنها فجوة أيديولوجية واسعة لم يتمكن الحوثيون من كسب قلوب أبناء المحافظة.

يختتم التقرير بالقول: لطالما لعبت مأرب دوراً حاسماً في تمهيد الطريق لانتصار ثورة اليمن عام 1962 ضد حكم الإمامة التي يسعى الحوثيون إلى إحيائها، يمكن الاستدلال من التاريخ على أن هذه المحافظة لن تخضع بسهولة لقيادة وحكم الحوثيين.