فورين بوليسي: سياسة أردوغان في ليبيا بلا هدف استراتيجي ومغامرة محفوفة بالمخاطر

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتهج سياسة معاكسة تماماً لما كانت البلاد تدعو إليه قبل سنوات طويلة من ناحية تصفير المشاكل مع الخارج، واصفة سياسة أردوغان التوسعية، لا سيما في ليبيا، بأنها "خطة بلا أفق أو هدف استراتيجي ومغامرة محفوفة بالمخاطر".

وفي تقرير مطول، نشرته المجلة الأحد، أشارت إلى أنه دون خطة استراتيجية واضحة لإرشاد الأتراك في ليبيا، قد يجدون أنفسهم مكشوفين ومرهقين، و"أجنحة لدولة فاشلة".

ومنذ توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج في نوفمبر الماضي، المخالفة للقانون الدولي لجهة رسم خطوط تعسفية على خريطة تقسيم البحر المتوسط، بدأ التدخل التركي يتوسع أكثر في ليبيا، وعمدت أنقرة بشكل متزايد إلى عسكرة نهجها تجاه دول الجوار، وانتهجت، بحسب المجلة، سياسة عدوانية في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط.

وأوضحت المجلة أن أردوغان يستغل ما يحدث في ليبيا للترويج لنفسه خلال انتخابات 2023 في ظل اقتصاد ضعيف ويتراجع باستمرار.

وتساءلت المجلة الأمريكية عن سبب قيام أردوغان، الذي يعاني من مشاكل اقتصادية وتحديات شتى، بمغامرة عسكرية على بعد 1200 ميل من أنقرة، مضيفة: ما الفائدة التي يمكن أن تجنيها تركيا من ذلك؟

وسلطت المجلة الضوء على 3 مصالح جيوسياسية أو أهداف وراء استعداد تركيا للغوص في الحرب الليبية، أولها سعي أردوغان منذ سنوات للظهور بمظهر المدافع الأول عن المبادئ والقضايا السياسية الكبيرة كالحقوق الفلسطينية، وإصراره على رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، كخطوات ترسم صورة جيدة للحزب الحاكم وتدفع بالصحافة التركية إلى الثناء على زعيمهم.

وأشارت المجلة إلى ثاني الأهداف بقولها "تحركات أنقرة في ليبيا أتت في الواقع كرد فعل مضاد أو انتقامي للعلاقة المزدهرة بين اليونان ومصر وقبرص"، أما الهدف الثالث هو دعم جماعة الإخوان، خاصة وأن أنقرة من أكبر المؤيدين للجماعة، وتسمح لأعضائها المصريين بأن يسرحوا ويمرحوا في البلاد، ويفتحوا شركاتهم ومحالهم التجارية في إسطنبول، وينشرون الدعاية المعادية للحكومة المصرية في أنحاء العالم.