أجزاء اختفت منها بالكامل.. صور أقمار اصطناعية تظهر حجم الدمار بمنشأة نطنز النووية الإيرانية

أظهرت صور حديثة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية حجم الدمار الضخم الذي طال منشأة "نطنز" النووية الإيرانية، ونشر معهد العلوم والأمن الدولي، الخميس 9 يوليو/تموز 2020، الصور الملتقطة بعد ساعات من الحادث وتظهر اختفاء أجزاء من المنشأة النووية الإيرانية بالكامل فيما تنتشر الأنقاض على جانبي المبنى.

كانت السلطات الإيرانية أعلنت الخميس الماضي وقوع "حادث" في هذا المجمع النووي الذي يضم مصنعاً مهماً لتخصيب اليورانيوم، قبل أن تعود وتشير إلى أنها اكتشفت "بدقة أسباب الحادث"، مشددة في الوقت نفسه على عدم رغبتها في الكشف عنها في الحال "لاعتبارات أمنية".

وقال معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مؤسسة بحثية مقرّها واشنطن، إن من الواضح أن انفجاراً كبيراً وقع، ما أدى إلى تدمير ما يقرب من ثلاثة أرباع قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي الرئيسية، ونشوب حريق ألقى بظلاله على جزء كبير من المبنى، بما فيه سقفه.

يرجح المعهد، الذي تأسس عام 1993 بقيادة المفتش النووي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ديفيد أولبرايت، أن تعمد طهران تدمير المبنى بالكامل وإعادة بنائه من الصفر، نتيجة التلوث النووي الناجم عن الانفجار.

من المتوقع أن يستغرق استبدال المبنى عاماً على الأقل، إن لم يكن أطول من ذلك، وفقاً للمعهد الذي يرى أن الحادث يعد انتكاسة كبيرة لجهود إيران في تطوير عمليات الطرد المركزي المتقدمة.

بينما قال الخبير النووي ديفيد أولبرايت، رئيس المعهد الدولي للعلوم والأمن ، في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست، إن ما يقرب من ثلاثة أرباع منشأة إنتاج أجهزة الطرد المركزي المركزية في إيران دمرت في الانفجار الغامض الذي وقع في الموقع الأسبوع الماضي.

أضاف أولبرايت أن بعض الأضرار التي لحقت بالموقع لا يمكن إصلاحها على ما يبدو، وقال: "من الصور يتضح أن انفجاراً كبيراً وقع في الموقع دمر نحو ثلاثة أرباع موقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي، تسبب الانفجار في نشوب حريق أدى إلى تدمير جزء كبير من المبنى. يمكنك رؤية الأجزاء السوداء حيث تم تدمير السقف من الانفجار".

الرواية الإيرانية

أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان غامض صدر بعد ساعات أن "حادثة" تسببت بأضرار في مستودعات قيد الإنشاء في موقع نطنز (نحو 250 كلم جنوب طهران).

نشرت المنظمة صورة تظهر المبنى المتضرر، وهو عبارة عن بناء من الطوب من طابق واحد فيه بعض الفتحات، ويظهر جزء من جداره الخارجي متفحماً جراء حريق وقسم من سقفه منهاراً، بينما تبدو الأبواب وكأنها انفجرت من الداخل.

كما بثّ التلفزيون الرسمي عدة صور من خارج المبنى لكن دون أي لقطات من داخله. ويعد المجمع أساسياً بالنسبة لبرنامج إيران النووي ويخضع لإجراءات أمنية مشددة.

ذكرت خدمة شبكة "بي بي سي" الفارسية، والتي تعتبرها السلطات الإيرانية معادية، أنها تلقت بياناً "قبل ساعات" على الحادثة من مجموعة تطلق على نفسها "الفهود الوطنية" أعلنت مسؤوليتها عن الحادث.

عرفت الجماعة عن نفسها بأنها مجموعة من "المعارضين ضمن أجهزة الأمن الإيرانية"، وذكرت أنه تم استهداف الموقع نظرا لأنه ليس "تحت الأرض" وبالتالي لا يمكن للجمهورية الإسلامية نفي وقوع الهجوم المفترض.