"بمساعدة روسية وباكستانية".. تقرير يكشف خطط إردوغان لبناء قنبلة نووية

رغم انضمام تركيا لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، فإن فكرة امتلاك سلاح ذري ما زالت تداعب مخيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ عبر عنها أكثر من مرة.
 
تقرير لموقع "ذا بولتين" حذر من احتمالية امتلاك تركيا لسلاح نووي في المستقبل، بناء على عدة شواهد جاء في مقدمتها تقاربه مع الجيش الباكستاني المنفتح على مشاركة خبراته النووية، بحسب الموقع.
 
وكان أردوغان قد عبر عن أمنيته في اقتناء قنبلة نووية خلال الخريف الماضي، وقبلها اعترض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على معاهدة حظر أسلحة الانتشار النووي التي تحظر دول مثل تركيا من اقتناء سلاح نووي، في حين تتجاهل دولا أخرى.
 
وفي وقت سابق، أخبر أردوغان أعضاء حزب العدالة والتنمية، أن بعض الدول لديها صواريخ تحمل رؤوسا نووية، وقال آنذاك "لكنهم يخبروننا أننا لا نستطيع الحصول عليها. هذا لا أستطيع قبوله"، بحسب "ذا بولتين".
 
ولفت التقرير إلى المفاعلات النووية الأربع التي تبنيها روسيا حاليا في منشأة أكويو النووية في تركيا. ويأمل أردوغان إنهاء إنشاء أول مفاعل بحلول 2023.
 
وتقول أنقرة إنها تحتاج المفاعلات النووية لخفض الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي من جهات غير موثوق بها - روسيا وإيران- ولإيفاء الطلب على الطاقة الكهربائية.
 
وأوضح تقرير "ذا بولتين" أن ادعاءات أنقرة بخصوص المفاعلات النووية غير دقيقة، فمفاعلات أكويو لن تجعل تركيا أقل اعتمادا على واردات الطاقة. فروسيا ستمتلك وتشغل المنشأة، ما يمثل ورقة ضغط من جانب موسكو.
 
وأضاف التقرير أن الأمر المقلق بخصوص تركيا، أنها قد تستغل الطاقة النووية للتغطية على شراء تكنولوجيا ومعدات التسليح النووي. وبالفعل قد تم تحويل بعض التكنولوجيا النووية إلى المنشأة.
 
ومنذ أن بدأ مشروع أكويو، أصبح طلبة الهندسة النووية الأتراك هم ثاني أكبر المجموعات الدارسة للعلوم النووية في روسيا، حيث يدرس المئات من علماء الطاقة النووية من دول إيران وكوريا الشمالية.
 
وقال التقرير إن أردوغان يتعاون عسكريا مع باكستان المسلحة نوويا، ويتمتع البلدان بعلاقات دافئة رغم سطحيتها. وقد ازدادت العلاقات بشكل ملحوظ منذ العام 2018.
 
وقد فازت تركيا بأكبر عقد تسليح، بعدما اتفقت مع باكستان على بناء أربع سفن بحرية كبيرة للجيش الباكستاني منذ سنتين، بجانب تطوير تركيا لبعض الأسلحة الباكستانية، مثل الغواصات، والمروحيات، وطائرات الـ F-16.
 
ويتجاوز نفوذ أردوغان في إسلام آباد حاليا، نفوذ كوريا الشمالية وإيران وليبيا، والتي تلقت جميعها مساعدات نووية من باكستان خلال مساعي هذه الدول لبناء قنبلة نووية.
 
وخلص التقرير إلى أن الشواهد السابقة من شأنها أن تجعل واشنطن غير مرتاحة تجاه الخطوات التركية، ما يعني أن الولايات المتحدة عليها إثناء تركيا عن الطاقة النووية، وذلك في ضوء أن المفاعلات النووية قد تمد أنقرة بالتكنولوجيا اللازمة لصناعة القنبلة، بينما لا يوجد سبب اقتصادي وجيه لبنائها.
 
وتواجه تركيا حاليا توترات إقليمية مع دول الجوار، نتيجة تمدد نفوذ أنقرة الحالي في عدد من الدول، مثل سوريا، وليبيا، ما أدى إلى أزمات مع النظام السوري، وحكومة برلمان طبرق شرق ليبيا، ومصر.
 
كما تصاعدت حدة الخلاف التركي-اليوناني، على خلفية رفض تركيا للحدود البحرية التي تنوي اليونان إقرارها مع الدول المحيطة، ما يعني تقليص مساحة المياه الإقليمية الخاصة بتركيا.
 
واضطرت تركيا إلى التورط في الصراع الليبي بشكل مباشر، كي تفرض خريطة جديدة لحدود مياه البحر المتوسط، إذ أبرمت اتفاقية مع حكومة الوفاق العام الماضي، تشتمل على تقسيم الحدود البحرية بين البلدين، واتفاقية دفاع مشترك.
 
وقد أدى التدخل التركي في ليبيا إلى إذكاء نيران الحرب الأهلية الليبية بين طرفيها، حكومة الوفاق وحكومة برلمان طبرق.