بعد مقتل بن لادن... الذكاء الصناعي يكشف تهديدات «القاعدة» المستقبلية

بعد مداهمة مجمع أسامة بن لادن، استخدمت الحكومة الأميركية الذكاء الصناعي لاكتشاف خطط «القاعدة» المستقبلية، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».
 
ووقعت الغارة التي تقودها وكالة المخابرات المركزية في 2 مايو (أيار) 2011. مما أسفر عن مقتل بن لادن، أكثر الإرهابيين المطلوبين في أميركا ومؤسس تنظيم «القاعدة»، المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر (أيلول).
 
وقالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية في تقرير عن الغارة إن «الكمية الكبيرة من المواد التي تم جمعها من المجمع تتطلب وقتاً لإجراء مراجعة شاملة»، مضيفةً أن الوكالة «قادت فريق عمل متعدد الوكالات لتحديد أولوياتها وفهرستها وتحليلها للحصول على معلومات استخبارية حول الخطط والنوايا والتهديدات الحالية والمستقبلية لـ(القاعدة)».
 
ومن بين هذه المواد كان هناك كنز من الوثائق، وفقاً لما ذكره برايان دريك، مدير العلوم والتكنولوجيا الخاصة بالذكاء الصناعي في وكالة الاستخبارات الدفاعية، الذي تحدث خلال مؤتمر فيديو عقدته وزارة الدفاع الأميركية مؤخراً.
 
وعمل المركز الوطني الخاص بالوسائط والوثائق (إن إم إي سي) التابع لوكالة المخابرات الدفاعية مع وكالة المخابرات المركزية والوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية وآخرين لجمع البيانات.
 
ومهمة المركز، التي ركز عليها دريك، هي استغلال الوسائط التي عثر عليها في الميدان. وقال دريك: «لذا عندما قمنا بغارة - على سبيل المثال، غارة أسامة بن لادن - فإن اللقطات والمستندات والوثائق التي تم جمعها في تلك الغارة تم شحنها إلينا... وساعدت عملية البحث في جميع تلك الوثائق في اكتشاف الخطط المستقبلية للتنظيم».
 
وشرح دريك أنه على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، كان مركز «إن إم إي سي» يستثمر في الذكاء الصناعي.
 
وتابع: «لقد قام باستثمارات في تكنولوجيا التعرف على النص والترجمة الآلية وتصنيف الصوت والصورة... ما يسمح لهم بذلك هو الاطلاع على أجزاء من البيانات التي يحصلون عليها».
 
وأوضح دريك: «ما قاموا به بنجاح هو نشر القدرة على استعراض كل تلك البيانات، ومن ثم توجيه نوع الأفكار التي حصلنا عليها من غارة مجمع أبوت آباد بسرعة كبيرة».
 
وقال: «من خلال القيام بذلك، يمكننا التحذير والتنبيه من الأمور التي تشكل تهديدات أو مؤامرات ناشئة أو حتى ألغاز لم نفهمها من قبل».
 
وناقش بول ستانلي، كبير المهندسين لمكتب خدمات تكنولوجيا المعلومات، المكون لتكنولوجيا المعلومات في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كيفية استخدام التعلم الآلي، وهو نوع من الذكاء الصناعي.
 
وقال: «بدلاً من التحليل الجزئي، ما يمكننا فعله الآن هو التعلم الآلي الخاضع للإشراف».
 
وتابع قائلاً: «لقد حصلنا على مجموعة البيانات هذه من سنوات وسنوات وسنوات من الاستغلال البشري للبيانات... فلنأخذ هذه الاكتشافات ودعونا ندرب نموذجاً على التنبؤ، مع وصول الوثائق، لإعطاء المحللين ما قد يجدونه مهماً لهم، وأحياناً غير نافع».
 
وقال: «بمجرد القيام بشيء بهذه البساطة، رأينا انخفاضاً كبيراً في حجم العمل الذي يتعين علينا القيام به على الجانب البشري».
 
وأفادت جين بينيلز، رئيسة اختبار تقييم الذكاء الصناعي لمركز الذكاء الصناعي المشترك التابع لوزارة الدفاع، خلال المكالمة، بأن هذه القدرة ستوفر أيضاً ميزة تنافسية لرجال الحرب.
 
وقالت إن فرقاً متعددة التخصصات من علم الأعصاب والتعليم وعلم النفس التجريبي ستعمل على فهم كيفية دمج فريق الإنسان والآلة مع الذكاء الصناعي بشكل أفضل مع مقاتلي الحرب.