كهرباء عدن تفاقم معاناة السكَّان وتضرب مخازن الأدوية

بعد خروج شبه كلي لمنظومة الكهرباء في عدد من أحياء مديريات عدن، لقرابة 24 ساعة متتالية، لجأ البعض إلى الشوارع وأسطح المنازل، فيما أعلنت مخارن الأدوية وثلاجات اللحوم والمثلجات وغيرها حالة طوارئ بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

سكان محليون في عدد من أحياء مديرية دار سعد والشيخ عثمان، شمالي عدن، أكدوا لوكالة "خبر"، أن انقطاع التيار الكهربائي منذ صباح أمس وحتى بعد ظهيرة اليوم الخميس 2 يوليو 2020م، دفع بعشرات الأسر اللجوء الى افتراش الشوارع الامامية لمنازلهم، فيما اعتلى آخرون اسطح المنازل، هروبا من درجة الحرارة المرتفعة.

وذكر السكَّان أن معظم تلك الأسر كانوا من الأطفال والنساء وكبار السن، بعد أن تجاوزت درجة حرارة الجو 35 درجة، فضلا عن أضرار صحية لحقت بالمرضى المصابين بارتفاع الضغط والسكر وضيق التنفس.

وتسبب انقطاع التيار الكهربائي، وفقا للسكَّان، بإصابة عشرات الأطفال بأمراض طفح جلدي، وهو ما زاد من تفاقم المعاناة.

في السياق، شكا مالكو مخازن الأدوية من تكبدهم خسائر اقتصادية كبيرة اثر استمرار انقطاع التيار لساعات طويلة، نظرا لكون معظم الأدوية تحتاج إلى درجة حرارة طبيعية لا تتجاوز 30 درجة، ما يعني الاحتياج إلى تشغيل مكيفات التبريد، بشكل مستمر، فضلا عن كون أخرى لا تحفظ إلا بواسطة ثلاجات التبريد.

وأكدوا أنهم يلجأون إلى المولدات الكهربائية التجارية او مولدات الكهرباء الخاصة، أثناء انقطاع التيار الكهربائي الاعتيادي لساعات محدودة تتراوح بين (3 - 6) ساعات، إلا أن الانقطاع الزائد يضاعف معاناتهم ويكبدهم خسائر اقتصادية في تشغيل المولدات لساعات أطول.

مصادر طبية كشفت لـ"خبر"، عن أن معظم مخازن الادوية "الصيدليات" لا تستطيع العمل على مولدات الكهرباء الخاصة وهو ما يعرض معظم الأدوية للتلف مع استمرار الانقطاع لفترات، ما يجعلها خطراً على متعاطيها مستقبلا، ناهيك عن كون درجة الحرارة تقلل من عمر صلاحياها.

المعاناة لم تتوقف عند قطاع السكان ومالكي مخازن الدواء، بل ضربت مختلف القطاعات بما فيها محلات "السوبر ماركت" التي تعتمد على ثلاجات كبيرة لحفظ اللحوم والمثلجات والاجبان.

مدير أحد أماكن التسوق الغذائي أوضح لـ"خبر"، بأن انقطاع التيار بعد أن تسبب بتوقف الثلاجات المنزلية عن عملها في تبريد المياه والمشروبات وحفظ اللحوم والاجبان والاطعمة وغيرها، زاد من اقبال المواطنين على ارتياد اماكن التسوق وزادت عملية الطلب على المياخ المثلجة واللحوم والاجبان وغيرها.

وأضاف، "الأسعار هي الاخرى ارتفعت ليس بسبب عملية الطلب عليها فحسب، وانما أيضا لاعتماد تشغيل تلك الثلاجات على مولدات كهرباء تجارية تعتمد على كميات كبيرة من مادة الديزل"، مشيرا الى ان المواطن هو من يتحمل كل تلك الاعباء فيما الجهات المختصة تكتفي بالصمت.

وذكر ان مالكي ثلاجات حفظ اللحوم لم ينج من الخسائر الاقتصادية حيث يحصل ان بعض الانقطاعات المفاجئة تتزامن احيانا مع اوقات لا تتوفر فيها مادة الديزل بكميات مناسبة للمولدات، خصوصا لحوم الدجاج المستورد التي تحتاج الى ثلاجات مركزية بالاضافة الى الثلاجات الحافظة الموجودة داخل المتاجر التي يتسوق داخلها الزوار.

وبينما تكون المعاناة حاضرة في حياة المواطن بشكل يومي تزامنا مع الانقطاع اليومي للتيار الذي اصبح شبه اعتيادي مع كل ساعتين توليد يكون هناك ثلاث ساعات انقطاع على الاقل، إلا ان المعاناة تزيد مع زيادة ساعات الانقطاع وتتفاقم اكثر حين تخرج عن الخدمة شبه كلي لما يزيد عن العشر ساعات.

وتمتد المعاناة الى بعض القطاعات الاخرى بما فيها العيادات الطبية والمشافي وشركات الصرافة، بمن فيهم الباعة المتجولون لبيع مثلجات التحلية "الايسكريم" وهم من شريحة الدخل المحدود الاكثر تضررا، ولا يحظون دوما باي تعويضات، بحسب شكوى بعضهم.