مسؤولون ووزراء إصلاحيون زاروا أنقرة مرات عدة للضغط على حكومة أردوغان لممارسة نشاط أكثر في اليمن (ترجمة)

قالت مجلة "ذي اراب ويكلي" اللندنية، إن الوجود المتنامي لتركيا في اليمن، وخاصة في المنطقة الجنوبية المضطربة، يثير قلقاً متزايداً لدى مصر وخاصة أن تلك المنطقة مرتبطة بأمن البحر الأحمر وقناة السويس.

وكشفت المجلة الأسبوعية، أن تركيا لعبت دوراً سياسياً أكبر في جنوب اليمن من خلال الفرع المحلي للإخوان المسلمين هناك، وذلك عبر مساعدة المؤسسات الخيرية التركية التي ساهمت على اكتساب أنقرة للنفوذ في تلك المنطقة.

ونقلت المجلة عن المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر قوله: "إن حزب الإصلاح يلعب دوراً فعالاً في منح المؤسسات التركية وحكومة أنقرة -التي تتنكر في شكل منظمات خيرية- إمكانية الوصول إلى المدن اليمنية".

وأضاف الطاهر إن "لتركيا مصلحة في تحريض الإخوان المسلمين ومنحها المزيد من النفوذ على الساحة اليمنية".

وكشفت المجلة قيام المسؤولين والوزراء اليمنيين المنتمين إلى حزب الاصلاح برحلات متواترة إلى أنقرة للضغط على المسؤولين من حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لممارسة نشاط أكثر في اليمن، لا سيما من خلال الاستثمار في قطاعات النقل والموانئ في البلاد.

كما كشفت أن نائب وزير الداخلية التركي، إسماعيل كاتاكلي، زار عدن في منتصف شهر يناير الماضي، وأجرى محادثات مع حكومة معين، وقال إن أردوغان طلب من فريقه إعداد تقرير عن "الاحتياجات الإنسانية" في اليمن.

وجاء ذلك بعد شهرين من زيارة وزير النقل اليمني السابق صالح الجبواني، أحد أعضاء حزب الإصلاح إلى تركيا لمناقشة التعاون في إدارة الموانئ اليمنية.

ولم تتحدث القاهرة علناً عن هذه التطورات، لكن المحللين السياسيين في القاهرة يقولون إن حكومتهم قلقة من أن جهود تركيا لزيادة تواجدها بالقرب من مضيق باب المندب، الذي يتم من خلاله نقل نفط الخليج قبل الوصول إلى قناة السويس، سيهدد أمن مصر ودول الخليج العربي.

ولفتت المجلة أن جهود أنقرة لزيادة وجودها بالقرب من مضيق باب المندب، هو جزء من حملة أكبر لتعزيز نفوذها في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

ومع وجود قاعدة عسكرية في جيبوتي وجهود متكررة للحصول على موطئ قدم في الصومال وجزيرة سواكن السودانية على البحر الأحمر، تعمل أنقرة بجد لتصبح قوة في البحر الأحمر.

وقال المحلل المصري المستقل عبد المنعم أحمد للمجلة: "تركيا كانت تأمل في أن يخدم الصعود السياسي لهذه الحركة الإسلامية بعد فوضى (الربيع) مصالحها في المنطقة، ولهذا السبب ألقت بثقلها وراء حركة الإخوان المسلمين في كل مكان، في مصر والسودان وليبيا واليمن".

ولا يزال من غير الواضح كيف سترد مصر على أنشطة تركيا الأخيرة في اليمن، لكن عبد المنعم أحمد يقول: "إن تركيا لديها الكثير من العداء لمصر لأسباب اقتصادية وعقائدية وسياسية.. القاهرة بحاجة إلى زيادة التنسيق على وجه السرعة مع الحكومة اليمنية لتقليص النفوذ التركي في اليمن".