بومبيو يناقش في السعودية سبل مواجهة إيران

يناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارة إلى السعودية تستغرق ثلاثة أيام سبل مواجهة التهديد الإيراني لأمن المنطقة، في وقت تشدّد فيه الولايات المتحدة محاصرة طهران اقتصاديّا وعزلها دبلوماسيا.
 
ووصل بومبيو إلى الرياض الأربعاء، في زيارته الأولى للشرق الأوسط منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ما أدى لتصاعد التوتر في المنطقة.
 
وقال وزير الخارجية الأميركي للصحافيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل أن يتوجه إلى الرياض “سنقضي الكثير من الوقت في مناقشة القضايا الأمنية مع التهديد الصادر عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على وجه الخصوص”.
 
وتابع أن الولايات المتحدة “مستعدة للتحدث في أي وقت” مع إيران، لكنه شدّد على أن النظام الإيراني “يجب أن يغيّر سلوكه بشكل جذري”. وأضاف أنّ “حملة الضغط مستمرة، إنها ليست مجرد حملة ضغط اقتصادي. إنها ضغوطات دبلوماسية، والعزل من خلال الدبلوماسية كذلك”.
 
وتأتي زيارة بومبيو للحليف الوثيق السعودية في أعقاب غارة جوية نفذتها طيارة أميركية مسيّرة أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وأكثر جنرالات إيران نفوذا في الشرق الأوسط، أثناء زيارته لبغداد في 3 يناير.
 
وتصاعد التوتر الإقليمي عقب مقتل سليماني وردَّت إيران بضربات صاروخية على القوات الأميركية في العراق.
 
واتهم مسؤولون أميركيون إيران بالمسؤولية عن هجوم استهدف في سبتمبر منشآت نفط سعودية، رغم أن الرياض بدت حريصة مذاك على الدخول في دبلوماسية حذرة لتفادي تصعيد التوتر والمواجهة.
 
وفي محاولة جديدة منها للخروج من عزلتها التي كبّلت اقتصادها وجعلتها ترزح تحت وطأة الاحتجاجات المناهضة لنظامها، دعت إيران السعودية، الشهر الماضي، إلى العمل معا لتجاوز المشكلات، وردّت الرياض بأنها منفتحة على أي محادثات شريطة أن تكفّ طهران عن دعم أجندتها الإقليمية المزعزعة لاستقرار المنطقة.
 
وتتنزل الدعوة في سياق يتسم بعزلة فرضتها إيران على نفسها من خلال العمل على تخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي، وكذلك محاولة جرّ الشرق الأوسط إلى صراع أكثر دموية في ظل النزاع الذي يشهده اليمن، وأيضا الاحتجاجات التي تجتاح كلا من العراق ولبنان.
 
وباتت المستجدات في هذين البلدين تنذر ببداية تقلّص النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يضاف إلى سلسلة من المشاغل التي ترهق طهران إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها.
 
وفي رد له على الدعوة الإيرانية قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن ’’دولا عديدة عرضت وساطتها في محادثات مع إيران’’، مضيفا ’’المملكة منفتحة على المحادثات مع إيران، لكن إذا أقرّت إيران بأنه لا يمكنها دعم أجندتها الإقليمية من خلال العنف”.
 
وقارن نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بين دور بلاده ودور إيران في المنطقة، معتبرا أن طهران لا تختلف عن تنظيميْ داعش والقاعدة في الإرهاب وتهديد السلام الإقليمي والدولي.
 
وأشار في حوار بثته فضائية العربية أواخر الشهر الماضي إلى أن النظام الإيراني يريد تصدير ثورته لدول الجوار، ولديه أفكار توسعية ولا يريد شراكة بين دول المنطقة، بل جلّ ما يهدف إليه هو أن تكون تلك الدول ضمن مشروعه التوسعي.
 
وفي سياق مقارنته بين بلاده وإيران، قال الأمير خالد إن لدى السعودية رؤية 2030 التي تحرّك المملكة إلى الأمام، في حين لدى إيران خطة من عام 1979 (تاريخ الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني) تريد بها إعادة المنطقة إلى الخلف.
 
واعتبر أن أكبر تهديد يواجه المنطقة والعالم اليوم هو إيران وميليشياتها من جهة، والمنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة من جهة مقابلة.
 
وأشار الأمير خالد إلى أنّ السعودية “لا تملك أي ميليشيا في الشرق الأوسط. في المقابل لا أحد بمقدوره أن يعدّد جميع الميليشيات الإيرانية في جملة واحدة”.