برعاية طبيب لبناني.. قصة وفد مصري أرسله الإخوان لإيران

فتحت تصريحات حسين عبد اللهيان، المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، مطلع الأسبوع عن لقاءات أجراها مع وفد أرسله الرئيس المصري السابق محمد مرسي إلى طهران، الباب من جديد للكشف عن السياسات والممارسات الإيرانية التي استهدفت التغلغل في الدول العربية وعلى رأسها مصر.

وكشفت مصادر مصرية، الأربعاء، لـ"العربية.نت" أن بداية تلك اللقاءات كانت في أغسطس 2012 حين قررت جماعة الإخوان وعلى رأسها خيرت الشاطر، إرسال وفود شعبية لطهران للتمهيد للتقارب، وسافر الوفد الأول إلى إيران مكوناً من 51 شخصاً على رأسهم مجدي أحمد حسين، قيادي حزب العمل الأسبق والموالي للإخوان ومعه مجدي قرقر، القيادي السابق بالحزب، اللذان أسسا فيما بعد ما عرف بحزب الاستقلال المدعوم من إيران، فضلاً عن قيادات من حزب الوسط الموالي للإخوان وعلى رأسه عضو البرلمان السابق عصام سلطان.

مصادر أخرى كشفت لـ"العربية.نت" أن وفدا آخر ضم 65 شخصا أرسلهم الإخوان إلى طهران في الأول من يونيو 2012 وقبل الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز محمد مرسي بسدة الحكم، حيث التقى الوفد المسؤولين الإيرانيين وقيادات دينية وشيعية.

وتكون الوفد في حينه من عدد من السياسيين وأسر قتلى ثورة يناير من العام 2011 وشباب الثورة المصرية ورجال أعمال، وكان المنسق لهذه الزيارة مع الإخوان كيان وتجمع لبناني مدعوم من إيران وحزب الله أطلق عليه التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة.

في ذلك الوقت بثت وكالة الأنباء الإيرانية خبرا كشفت فيه تفاصيل الزيارة، ونقلت عن مجتبى أماني، رئیس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة قوله، إن تلك الزيارة تأتي في إطار استمرار إرسال الوفود الشعبية، وتدل على رغبة الشعب المصري في فتح قنوات للتواصل والحوار مع إیران. وأضاف أنه سيتم تكريم أسر قتلى ثورة يناير في مصر داخل إیران، وأن هناك وفدا آخر لأسر القتلى سوف یزور إیران في الأيام المقبلة.

لقاء مع نجاد
قبل ذلك بعام كامل، وفي يونيو من العام 2011 عقب ثورة 25 يناير 2011، زار وفد شعبي مصري آخر إيران في زيارة استغرقت 4 أيام، التقى خلالها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وعددا من المسؤولين الإيرانيين، وكان بدعم ورعاية كاملة من الإخوان وتحت زعم التقارب الشعبي بين البلدين وإزالة سوء الفهم وتوتر العلاقات الذي ظل مستمرا منذ 1979.

شارع خالد الإسلامبولي
وقال الدكتور جمال زهران، رئيس الوفد وقتها وعضو مجلس الشعب المصري، إن الرئيس الإيراني أكد لهم أن ليس لديه مانع من استعادة بل وتعميق العلاقات المصرية الإيرانية في أسرع وقت ممكن، موضحا أنه على استعداد لتغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي قاتل السادات إلى "شهداء 25 يناير، وأن إيران على استعداد لدعم الاقتصاد المصري في المرحلة القادمة، لأنها تعتبر أن ثورة الخميني و25 يناير وجهان لعملة واحدة"، بحسب تعبيره.

وحسب تصريحات زهران فقد أكد نجاد للوفد أيضا أنه في حالة سماح الحكومة المصرية بدخول الإيرانيين إلى مصر سيكون هناك مليون سائح إيراني أو أكثر سنوياً إلى مصر، لزيارة مساجد ومقامات آل البيت.

طبيب لبناني على رأس "تجمع لدعم المقاومة"
تعليقاً على تلك الأحداث، كشف علاء السعيد الباحث في الملف الإيراني لـ"العربية.نت" أن هناك عدة جهات وكيانات استخدمها الإخوان وإيران كغطاء لزيارة الوفد المصري إلى طهران، وتحت مسمى الوفود الشعبية التي تسعى للتقارب بين الشعوب، مضيفا أن من الكيانات الوسيطة بين الطرفين، التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة، وهو مجموعة أو كيان لبناني يتولاه طبيب لبناني يسمى يحيى غدار.

كما أوضح أن الاتفاق نص في حينه على أن يقدم الوفد المصري عقب عودته من طهران في الزيارة الأولى من العام 2011 مذكرة للمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم لمصر بعد ثورة يناير، للمطالبة بإعادة العلاقات مع إيران.

إلى ذلك، أشار السعيد إلى أن إيران أبدت للوفد الشعبي المصري خلال الزيارتين استعدادها لدعم الجامعات المصرية وتعليم اللغة الفارسية.

وأضاف أن الكيان اللبناني الذي يتولاه يحيى غدار يعد إحدى أذرع إيران للتغلغل في العالم العربي، حيث دشن عدة فروع له في الدول العربية، من بينها فرع في مصر يقوده جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق، وتم تدشين هذا الفرع يومي 24 و25 يوليو عام 2012، في نقابة الصحافيين بالقاهرة بحضور شخصيات من لبنان وإيران، كما له عدة فروع في دول عربية و9 دول أوروبية إضافة لجنوب إفريقيا وأستراليا.