السودان يوقع اتفاقا مع ذوي ضحايا تفجير المدمرة الأمريكية كول

أعلنت وزارة العدل السودانية، صباح الخميس، أنها وقعت صفقة مع عائلات الجنود الأميركيين الذين قتلوا في تفجير المدمرة الأميركية "يو أس أس كول" في اليمن عام 2000، الأمر الذي قد يعجل بإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقالت الوزارة في بيان، من دون تحديد مقدار التعويض المتفق عليه، إن الاتفاق تم توقيعه في 7 فبراير في واشنطن للوفاء بشرط أساسي لإزالة الدولة الواقعة شمال شرق إفريقيا من قائمة الولايات المتحدة الراعية للإرهاب، والموجودة فيها منذ نحو ثلاثة عقود.

وقد أسفر الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة قبالة ميناء عدن، عن مقتل 17 عسكريا، وأصابة 39 أخرين. كما قتل في الهجوم اثنان من المهاجمين.

وكانت أسر الضحايا قد رفعت دعوى قضائية ضد السودان تطالب بتعويضات تتجاوز 100 مليون دولار، على أساس أن السودان وفر دعما لوجستيا لتنظيم القاعدة.

وبسبب سجل السودان في مجال الإرهاب، فرضت واشنطن عليه عقوبات في التسعينيات، وقد وضعت عدة شروط لرفع اسمه من قائمة الإرهاب، من بينها التوصل إلى صفقة مع عائلات الضحايا.

وكان وزير الدفاع السوداني جمال الدين عمر، أكد في ديسمبر الماضي إن الخرطوم تبذل جهودا حثيثة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأضاف في حوار خاص مع "قناة الحرة" أن بلاده ظلت تعمل مع الولايات المتحدة في هذا المجال منذ عام 2005، وتواصل ذات الجهود مع المسؤولين الأميركيين خاصة في مكتب الأفريكوم في الخرطوم من أجل "رفع اسم السودان نهائيا من القائمة الأميركية".

وأجرى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك محادثات في واشنطن حول عدد من الملفات الثنائية من بينها رفع السودان من قائمة الإرهاب .

وقال في مؤتمر نظمه مركز أبحاث المجلس الأطلسي بعد اجتماعه بكبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة والكونغرس الأميركي في ديسمبر الماضي إن "الجزء الكبير كان بالطبع مسألة سحب السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب".

وأضاف "هذه القضية تعوق كثيرا من العمليات"، لكنّ المحادثات التي بدأت خلال الأشهر الأخيرة مع الأميركيين "تتقدم في شكل جيد جدا" على حد قوله. وتابع "نحن نصل إلى تفاهم أفضل لهذا الملف بكل مرة نتحدث فيها معا".

وبعد الهجوم على المدمرة كول، تم اعتقال عدد من الأشخاص أبرزهم عبد الرحيم الناشري الذي يحاكم في الولايات المتحدة.

وساد التوتر العلاقات بين الولايات المتحدة ونظام عمر البشير الذي تولى السلطة عام 1989 وتبنى نهجا إسلاميا، واستضاف زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلاده لنحو خمس سنوات قبل طرده عام 1996.

وبعد اعتداءين استهدفا السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في العام 1998، دمرت الولايات المتحدة بهجوم صاروخي "مصنع الشفاء" للأدوية في السودان متهمة إياه بتصنيع غاز للأعصاب.