مخاوف في بغداد مع انطلاق مظاهرات الصدر

مع انطلاق مظاهرة دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد ضد الوجود الأميركي في العراق، تسود حالة من الترقب والخوف في العاصمة العراقية.
 
وأبدى ناشطون من متظاهري ساحة التحرير المناهضين للفساد والأحزاب الدينية والميليشيات الموالية لإيران، قلقاً كبيراً من دعوة الصدر، متخوفين من أن تكون قريبة من ساحة التحرير وأن تؤدي إلى "مواجهة"، حسب فرانس برس.
 
وشهد وسط بغداد، الجمعة، إغلاقاً لطرقات رئيسية عدة وانتشاراً كثيفاً للقوات الأمنية.
 
ويتظاهر أنصار الصدر في منطقة الجادرية القريبة من المجمع الرئاسي والمنطقة الخضراء الشديدة التحصين، على أن يكون مكان التجمع هو تقاطع جامعة بغداد.
 
وتحدث الشارع العراقي عن سيناريوهات عدة، يمكن أن تطور إليها هذه المظاهرات، حسب فرانس برس.
 
إذ من المحتمل أن ينجرّ المتظاهرون إلى السفارة الأميركية، ويكرروا الاعتداءات التي طالتها من قبل الميليشيات الموالية لإيران والتي تلاها قتل واشنطن لقائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.
 
من جهة أخرى، أصدرت الفصائل الشيعية المتشددة مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله العراقي، تهديدات شديدة اللهجة تجاه رئيس الجمهورية برهم صالح، تعليقاً على لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء.
 
وقدم أحد مستشاري صالح، وينتمي إلى ميليشيا عصائب أهل الحق، استقالته من منصبه اعتراضاً على اللقاء أيضاً.
 
لذا، يتخوف البعض يتخوف أيضاً من أن تتجه التظاهرات إلى قصر السلام الرئاسي.
 
وقال الخبير بالشأن العراقي في مركز كارنيغي حارث حسن لوكالة فرانس برس إن الصدر كان يحاول الحفاظ على "هوياته المتعددة" من خلال دعم احتجاجات مختلفة.
 
واعتبر حسن أنه "من ناحية، يسعى إلى وضع نفسه كزعيم لحركة إصلاحية، كشعبوي، ومناهض للمؤسسة".
 
وأضاف أنه من ناحية أخرى، يريد أيضاً الحفاظ على صورته كزعيم مقاوم لأميركا جزئياً لكسب تأييد إيران.