انتقد توكل كرمان والحجاب والوضع الاقتصادي في البلاد..

قال الشيخ عبد الله على العدينى، ممثل مجلس النواب اليمنى في المؤتمر الثامن لاتحاد مجالس الدول الإسلامية المنعقد بالخرطوم، ان المبادرة الخليجية أوقعت اليمن تحت الوصاية الأجنبية؛ مشيرا إلى ان المبادرة جعلت هيئة الجيش بيد أمريكا ،والدستور بيد فرنسا ،والحوار تحت وصاية ألمانيا. وأضاف في حوار مع المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc)،ان أمر اليمن الآن لم يعد بيدها ،ولا بيد القوى السياسية اليمنية ولا رئيس الدولة. واعتبر أن الحاكم الحقيقي لليمن اليوم هو السفير الأميركي، داعيا القوى السياسية اليمنية لليقظة في هذه المرحلة والحوار والتفاهم حول قضايا الأمة والتحرر من هذه الهيمنة الأجنبية حتى لا تكون البلاد قد خرجت من هيمنة الاستبداد إلى هيمنة الاستعمار. وأشار عضو التجمع اليمني للإصلاح، إلى ان شعب اليمن كان أمام خيارين إما الدخول في حرب أهلية تكلفه مزيداً من نزيف الدم أو القبول بالمبادرة الخليجية ، لذا أختار الناس أخف الضررين حقناً للدماء ، وأضاف "لكن أشير هنا إلى أنه لابد من التخلص من الهيمنة الأجنبية وتحرير قرارنا منه فلا ينبغي لتلك الدول الأجنبية أن تحول اليمن وتضعه تحت (الوصاية) ،وجدنا انفسنا وقد خرجنا من مشكلة إلى مشكلة أخرى" !!! وقال الشيخ العدينى ان الحوار في اليمن يسير نحو الأمام بين القوى السياسية ؛ ويجري الان حوار بين (565) شخصية فرضتها أيضاً الوصاية الأجنبية ، فلم يأت الحوار بخيار قطاعات الشعب . ورأى أن الحوار الحقيقي هو الذي يجمع عقلاء اليمن المتفق حولهم للخروج بحل لقضايا اليمن ،والخشية تكمن في حدوث (توهان) في ذلك نقول (لابد لعلاج المرضى من طبيب وليس مدرسي). وحول رؤيته لنشاط جماعة الحوثي، أوضح عضو الاصلاح ان الحوثيون يعد التحدي الثاني لليمن ، بعد معضلة الوصاية الأجنبية ،وأنشطتهم ليست حراك سياسي، خاصة أنهم اختاروا رفع السلاح في وجه الدولة ،وهذا ما يرفضه شعب اليمن. وعن نظرتهم في الإصلاح لوضع المرأة ، اكد العديني ان الإسلام كرّم المرأة عبر القوانين والتشريعات الإسلامية التي لم يمنحها لها أي تشريع ،وفى اليمن كفلت للمرأة حقوقها عبر القوانين ،ولكن المشكلة في تطبيق تلك القوانين ،كما تم الاستهداء بقوانين غربية تعبث بالمرأة تدفع بها نحو الانحلال والتعري، ولابد من العودة للتشريع الإسلامي في هذا. الشيخ العديني اشاد بالدستور اليمني الحالي وقال انه من افضل الدساتير في العالم بما يتضمنه من نص صريح في (المادة الثالثة) والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات ،وتمّ ذلك بإجماع كل القوى السياسية ،وهم لن يتجاوزوا تلك المادة اتقاء للغضب الشعبي ،ولكن المؤامرة تكمن في الالتفاف حول تلك المادة بوضع مادة إضافية في الباب الأول ،وصاغوها هكذا بان "الاتفاقيات الدولية هي الأساس في مصادر التشريع ،وعلى اليمن المؤامة بين التشريعات والاتفاقيات الدولية". وقال :"ولقد زجت بتلك المادة ،المنظمات الحقوقية والأحزاب الليبرالية في اليمن التي يتبناها ويدعمها الغرب ،وحتى الآن لم يطرح الدستور للتغيير وأتوقع أن يتم نقاش قضية الدستور خلال مؤتمر "الحوار الوطني" المقبل ،والآن يوجد حراك شعبي كاسح يرفض أي انتقاص لبنود الشريعة الإسلامية ،وإذا تمّ ذلك فإن عواقبه ستكون وخيمة ،وقد يقود البلاد إلى سفك الدماء ؛والله سبحانه وتعالى يقول (فجعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون)". واضاف الشيخ العديني :"لن تحكمنا أهواء البشر وحتى قانون الأحزاب في اليمن ينص على أن كل الأحزاب سلّمت ،وأرتضت الإسلام شريعة وعقيدة ،لكن البعض يريد أن نتجاوز ذلك بصورة غير مباشرة ،ويتآمرون مع دول غربية من طرف خفي ،ويسعون لـ(وضع السم في العسل)،ولن يقبل الشعب اليمني إطلاقاً بفرض العلمانية". وحول استمرار الوحدة في ظل تعدد الطوائف والثقافات والقبائل، قال الشيخ العديني :"الوضع اليمني معقد، نتيجة لعوامل عدة أبرزها القبيلة، وغياب التربية الوطنية ،كما أن تيار الصحوة الإسلامية لم يستطع نقل الشعب إلى مصاف أرقى ،رغم مكاسب تلك التيارات، ولابد من تعاون الجميع للخروج بالبلاد إلى وضع أفضل ومتماسك". وفيما يتعلق بالجنوب قال: "لابد من حل تلك التداعيات وتحقيق مطالب الأخوة في اليمن الجنوبي في قسمة الثروة والسلطة بعدالة، وتعويض الضرر والمظالم ليبقوا على خيار الوحدة حتى لا يعود مطلب الإنفصال مجدداً". وأقر عضو الاصلاح بوجود انفلات امني في البلاد قائلا: لا يوجد استقرار سياسي في اليمن ولا استقرار أمني، هناك إنفلات أمني مشهود، ولن يتحقق هذا في تقديرنا إلا في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية". وحول حجاب المرأة اليمنية قال الشيخ العديني، ان الشريعة ليست هي حجاب المرأة فقط، لكن الشريعة هي الهيمنة على مناحي الحياة والقوات المسلحة والقضاء والحجاب و التشريع، موضحا أن بعض النساء يعتبرن الحجاب الساري الآن عُرف اجتماعي، وليس عبادة تتقرب بها لله، ونحن نطمح للحجاب الواعي وليس إذا امتطت المرأة الطائرة خلعت الحجاب. وانتقد الشيخ العديني الناشطة اليمنية توكل كرمان عضو مجلس شورى الاصلاح قائلا : لا أتفق مع أفكار "توكل" ،رغم أنها عضو في مجلس شورى "حزب الإصلاح "وآرائها، خاصة انها تأثرت بآراء غربية بعد سفرها للخارج وتلقيها دعماً من بعض المنظمات، وهي ترأس كذلك إحدى المنظمات ؛فمثلاً قالت إنها "تؤمن بالإسلام كقيم ولا تؤمن به كتشريع" هذا حسب ما ذكرته في لقاءها بـ"قناة الجزيرة" ،وفسرت قولها بأنها تخشى أن يجرّد التشريع الإسلامي المرأة من حقوقها ،فهل تخشى على المرأة من التشريع الإسلامي! وهذا الأمر جهل، و دعوتها الى التفقه في الدين، وليس الإنبهار بالقوانين الغربية، ولا ينبغي أن ننسى أن لدينا الأفضل الذى يمكن أن نصدره الى الغرب وليس العكس. مشيرا إلى انه رغم كل آراؤها تلك، لا تزال توكل كرمان عضو حتى الآن في حزب الإصلاح ،وهو حزب يمارس المرونة لإحتواء الجميع. وتحدث في ختام حواره عن الوضع الاقتصادي في اليمن حيث اشار إلى ان :الوضع الاقتصادي في اليمن صعب،رغم أنه ينتج فقط (450) ألف برميل في اليوم ،وهو لايكاد يكفي الحاجة،وأن معظم الميزانية تمول من النفط ،بالإضافة إلى أن الفساد مستشري في البلاد، وبلغ العجز في الموازنة العام (682) مليار، ولذا فإن الوضع الاقتصادي متدن، وبالتالي فإن دخل الفرد والخدمات تشهد ضعفا كبيراً، وكل ذلك من السياسيات الفاشلة للنظام السابق. ونأمل من حكومة "الوفاق الوطني"، الجلوس مع الجميع على طاولة الحوار لوضع سياسات وحلول لكل تلك المشكلات ،وكعكة السلطة تكفي الجميع.