كيف سدد صلاح هدفاً "لا يصدق" في مباراة ليفربول وسالزبورغ

على بعد خمس ياردات من خط العارضة، وخارج مربع المرمى، وبقدمه اليمنى، لا اليسرى، التي اعتاد التسجيل بها، ومع وجود مدافع بينه وبين خط المرمى، وعقب إهداره عدة فرص، تمكن محمد صلاح بطريقة ما من تسديد الكرة.

وأمنت ضربة اللاعب المصري المتميز فوز فريقه، ليفربول، على ريد بول سالزبورغ، مما ضمن له مكانا في دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا.

وقال مدافع الردز السابق، ستيفين ورنوك، الذي كان يشاهد المباراة التي أقيمت في النمسا، وفاز فيها ليفربول 2-0، لإذاعة 5 لايف في بي بي سي: "الزاوية صعبة جدا. وكنت أقول لنفسي هذه رجلك الأضعف يا صلاح، لا تستطيع أن تسدد من هذا المكان. لكنه تمكن من التسديد، وأنهى التسديدة بطريقة فظيعة من أصعب فرصة تتاح له في المباراة".

وقال مهاجم ليفربول السابق، مايكل أوين، إن الهدف "فوق كل المقاييس"، بينما وصفه لاعب الهجوم السابق في ريدز، بيتر كراوتش، بأنه "لا يصدق".

ليلة غير عادية

كانت ليلة المباراة غير عادية بالنسبة لمحمد صلاح، فقد أهدر عددا من الفرص، من بينها فرص سهلة التسديد، قبل أن يسجل هدفه.

وبعد خمس دقائق، سارع إلى تمريرة ديجان لوفرين، ولكنه سدد الكرة مباشرة إلى حارس المرمى.

وفوت فرصة ذهبية أخرى من على بعد ست ياردات، بعد تمريرة من نابي كايتا في المنطقة، ولكنه فشل في التسديد.

وكانت الفرصة التالية ضربة حرة سددها أعلى المرمى وعلى مسافة أبعد.

وفي الشوط الثاني سارت اللعبة على المنوال نفسه. وتمكن ساديو ماني من تمرير الكرة لصلاح بذكاء، لكنه أهدرها مرة أخرى.

وبعد ثوان من ذلك جرى صلاح إلى كرة من رمية تماس، وحاول تجاوز شيكان شتانكوفيتش، ولكنه سددها مباشرة إلى حارس المرمى.

ويبدو أن صلاح عثر أخيرا على الفرصة، فقد تمكن من استغلال الفرصة التي سنحت له بعد ذلك، بالرغم من أنها كانت أصعب الفرص، عندما سدد الكرة بحرفية.

وحينما مرر مدافع سالزبورغ جيروم أونغويني رأسية إلى جوردون هينديرسون، كان بإمكان صلاح انتزاع الكرة وتسديدها تاركا حارس المرمى عاجزا عن التصرف. ولكن كان عليه أولا أن يسدد الكرة من مسافة ضيقة جدا، لتسكن الشباك.

وقال مدرب ليفربول، يورغين كلوب: "سدد صلاح هدفا في أصعب موقف في المباراة. ولا أدري كيف حقق ذلك. ولا أعرف لماذا أهدر الفرص السابقة، بما لديه من كفاءة".

"لقد لعب جيدا، لكنه لم يحرز أهدافا، في المواقف التي نتوقع منه عادة فيها التسجيل، لكن مثابرته، وقدرته على إنهاء اللعبة بهذا الحسم والصعوبة، يكشف الكثير عنه كلاعب، أكثر من أي هدف آخر. مواصلة التركيز، إذن، والإيمان بأن هناك فرصا في اللحظات المقبلة، هذا شيء مبهر. هدف صعب جدا .. جدا، لكنه اختتام مثير للغاية".

وقال الظهير الأيسر لنادي الريدز، آندي روبرتسون: "كانت تلك أصعب فرصة. صلاح يبذل ضغطا هائلا لإحراز الأهداف. لقد سدد هدفا لا يصدق، ولا أعرف كيف فعل ذلك، خاصة برجله الأضعف".

وكانت تلك هي المرة الأولى التي يسجل فيها، هدفا بقدمه اليمنى، من خارج منطقة الجزاء، منذ وصوله إلى أوروبا في 2012.

وتمكن صلاح بعد ذلك الهدف من إطلاق أربع قذائف، ولكن دون إحراز أهداف. وكان 25 في المئة من لمساته للكرة في المباراة كلها تسديدات (حوالي تسع من بين 37 لمسة).

وأضاف الناقد الرياضي في بي بي سي، ستيفين ورنوك: "كان يمكن أن يحرز بسهولة ستة أو سبعة أهداف في المباراة. طبقا لمستوياته هو، كان أداؤه غير جيد أبدا".