دول طالبت بإبعاد مليشيات "الحشد الشعبي" عن المتظاهرين فاستدعى العراق سفرائها

أثار بيان لسفارات غربية يطالب "بإبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاج" حفيظة الحكومة العراقية التي اعتبرته "تدخلا مرفوضا" في الشأن الداخلي. بغداد استدعت سفراء بريطانيا وفرنسا والقائم بالأعمال الألماني للاحتجاج على البيان.

صرح وكيل وزارة الخارجية العراقي عبد الكريم هاشم اليوم الاثنين أن وزارة الخارجية استدعت سفراء فرنسا وبريطانيا والقائم بالأعمال الألمانيّ مُجتمِعين، كما استدعت سفير كندا في بغداد على خلفيّة البيان المُشترَك الذي أصدرته هذه السفارات.

وأكد هاشم أن الحكومة العراقية ترفض "ما اشتمل عليه هذا البيان من مضامين وأنّه يُمثل تدخّلاً مرفوضاً في الشأن الداخليِّ للعراق، ومُخالفة واضحة لاتفاقيّة فيينا لتنظيم العلاقات بين الدول".

وكان بيان مشترك لسفارات هذه الدول قد أدان استهداف المتظاهرين السلميين في العراق، كما طالب رئيس حكومة العراق المستقيل عادل عبد المهدي بعدم السماح للجماعات المسلحة بـ"العمل خارج سيطرتها" وضمان إبقاء قوات "الحشد الشعبي" بعيدا عن مواقع الاحتجاج.

الاحتجاجات تتواصل

في غضون ذلك تواصلت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة العراقية واتساع النفوذ الإيراني في البلاد. كما لم يؤثر اغتيال الناشط المدني البارز فاهم الطائي (53 عاما) برصاص مجهولين الأحد، في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، على سير الاحتجاجات. فقد نُظم للطائي اليوم، تشييع مهيب شارك فيه آلاف الأشخاص، في مدينة كربلاء.

كما تواصلت الاحتجاجات في بغداد وغالبية مدن جنوب البلاد، للمطالبة بـ"إسقاط النظام" ورفض الطبقة السياسية المتهمة بالفساد. وأطلقت دعوات للتظاهر يوم غد الثلاثاء الذي عطل فيه الدوام الرسمي بمناسبة الانتصار على تنظيم (داعش).

ويشار إلى أن مرآبا يسيطر عليها محتجون منذ أسابيع عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير، تعرض مساء الجمعة لهجوم مسلح أسفر عن مقتل عشرين متظاهراً على الاقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية، ما ولد سخطا في عموم البلاد.

بدورها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن ما وصفته بـ"الهجوم الجيد التنسيق" من قبل العديد من "الرجال المدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات" يطرح "تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد وارتكاب مثل هذه المذبحة".