الحوثيون هجّروا أهالي عزلة "الأعشور" بمخلاف العود ومنعوهم من الوصول إلى مزارعهم

هجَّرت مليشيا الحوثي الإرهابية العشرات من أهالي عزلة الأعشور، بمخلاف العود، شمال غربي الضالع، من منازلهم، ومنعتهم من الوصول إلى مزارعهم وريها، وتحويلهم إلى متسولين على أبواب المنظمات، وعاملين بالأجر اليومي.

وفي حديث مع وكالة خبر، قال عدد من أبناء قبائل قرى بيت الشرجي وشخب وحبيل العبدي وسليم وغيرها من القرى الواقعة على الحدود الجنوبية من عزلة الاعشور بمخلاف العود، إن مليشيا الحوثي المتمركزة على تخوم أوديتهم ومزارعهم تفرض حصاراً نارياً على كل من يحاول الوصول إلى مزرعته، وتحديداً تلك التي تقع على حدود المواجهات.

وأكد المواطنون، أن نيران مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً أجبرتهم على مغادرة منازلهم ومنعتهم من ري مزارع القات الخاصة بهم والتي تشكل مصدر رزقهم الوحيد تحت مغالطات ودعاوى بوقوعها في خط المواجهات المسلحة مع وحدات القوات المشتركة المسنودة بالمقاومة الجنوبية، وهو مبرر غير أخلاقي وإنساني وقانوني.

وقالت مصادر لوكالة خبر، إن المزارع التي يصرُّ أصحابها على الوصول إليها وريِّها ومكافحتها بالمبيدات تبقى عرضة لبطش عناصر المليشيا وسرقتها، والسعي إلى تلفيق تهم التخابر ضد مالكيها، ما يجعلهم يضطرون إلى تركها عرضة للعطش والجفاف.

وبمرارة، يقول عدد من سكان بيت الشرجي وحبيل العبدي وشخب تحديداً، منتهى الإجرام هو أن تغادر منزلك وأرضك التي تقتات منها، مكرهاً، وتتحول إلى متسول أمام أبواب المنظمات "غير الإنسانية" تمد يدك للفتات، بينما مزارعك تتعرض للموت عطشاً، لمجرد الانتقام والحقد والعقاب، بطرق وحشية.

وأضافوا، الكثير تحولوا إلى عمال بالأجر اليومي في الوقت الذي كانت مزارعهم تمكنهم من العيش برخاء واكتفاء.

وكشفوا، أن موت أشجار "القات" في المزارع بسبب عطشها، يكبدهم خسائر مضاعفة تبلغ مئات الملايين، لحاجة إعادة غرسها من جديد إلى سنوات من الرعاية والاهتمام بها لحين يبدأ إنتاجها.

الانتهاكات التي طالت المواطنين لا تتوقف عند حد المنع من ري مزارع القات وتعرض بعضها الآخر للسرقة، بل وصلت حد إغلاق مليشيا الحوثي للمنافذ البرية، ومنع دخول الأسر النازحة من المناطق غير الخاضعة لسيطرتها.

ويقول عدد من الأسر التي نزحت من قرى شخب وسليم ومحيط الفاخر، وتحديدا من الجهة الجنوبية الواقعة تحت سيطرة القوات المشتركة والمقاومة الجنوبية، إنها لم تتمكن من التوجه إلى شمالي الفاخر، بسبب رفض عناصر الحوثي فتح الطريق أمامها، ما أجبرها إلى النزوح باتجاه قعطبة، وسناح، وتحملها أعباء إضافية بدفع "إيجار سكن"، بعكس نزوحها إلى المناطق الريفية شمالي الفاخر.

وأغلقت مليشيا الحوثي طريق مريس دمت، شمالي قعطبة، والفاخر النادرة، في الجهة الشمالية للفاخر، وغربي قعطبة، بالإضافة إلى إغلاق طريق الفاخر إب، غربي الفاخر.

وتسبب تصعيد ميليشيا الحوثي في نزوح أكثر من 63 ألف يمني من محافظات تعز والحديدة والضالع، بعد أن استهدفت التجمعات السكنية والمزارع، وفق تقرير للأمم المتحدة.

وحسب ما ذكرته المنظمة الدولية للهجرة، فإنه من 1 يناير حتى 16 نوفمبر 2019، بلغ عدد النازحين داخلياً 63 ألفاً و946 أسرة، تجاوز تعداد أفرادها 383 ألفاً و676 شخصاً، عانوا من النزوح وسجلت محافظات، تعز والضالع والحديدة، أعلى عدد من حالات النزوح في اليمن.

وسجلت محافظة الضالع ثاثي محافظة يمنية بعدد 272 حالة نزوح للفترة من 1 يناير حتى 16 نوفمبر 2019، بينما سجلت محافظة الحديدة المرتبة الثالثة في عدد حالات النزوح 149 حالة، أما المرتبة الأولى فقد حجزتها محافظة تعز بواقع 457 حالة نزوح خلال الفترة نفسها.

وبالرغم من ذلك تشير الحقائق على الأرض أن حالات النزوح في محافظة الضالع تفوق ذلك بكثير إلا أن معظم الأسر تتعفف من طرق أبواب المنظمات الدولية.