استمرار نزوح المواطنين من عديد أرياف غربي قعطبة هروباً من قذائف مليشيات الحوثي

يواصل سكان عدد من أرياف محافظة الضالع النزوح وترك منازلهم وممتلكاتهم خلفهم، هروباً من قذائف مليشيا الحوثي الإرهابية التي أصبحت تستهدف مساكنهم بشكل مباشر.

وقال سكان محليون لوكالة خبر، إن منازلهم في مختلف الأرياف الواقعة على خط المواجهات لجبهات الفاخر من حبيل العبدي شمالاً مروراً بيبار وصبيرة وحجر جنوب غربي الفاخر الواقعة غربي قعطبة.

وبعد أن كانت المليشيا الحوثية تزرع ألغاماً أمام المنازل التي نزح سكانها كنوع من العقاب على فرارهم بدلاً من بقائهم لاستفادة المليشيا منهم بتحويلهم دروعاً بشرية، أصبحت الآن تستهدف منازلهم بشكل مباشر، مخلفاً ذلك ضحايا مدنيين، وترويع النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بالغة بالمنازل.

وكانت قد استهدفت دبابة حوثية، أمس الأول، منازل مدنيين بسبع قذائف، تسببت باستشهاد الشيخ "فتاحي وابنته"، وجرح ثلاثة آخرين من ذات الأسرة.

كما استهدفت الجمعة 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، دبابة تابعة مليشيا الحوثي، تتمركز على تخوم حبيل "السماعي" و"حبيل يحيى" و"قليعة"، منازل المدنيين في منطقة "بتار"، ألحقت أضراراً بالغة بعدد من المنازل.

نزوح مستمر

ويؤكد السكان، أن استمرار استهداف المساكن والمدنيين يبقى سبباً لاستمرار تدفق موجة النزوح التي تشهدها أغلب أرياف منطقتي "الفاخر" و"حجر"، والتي تجاوزت 3 آلاف أسرة، وفق إحصائية أولية.

ذلك لا يعني وصول تلك الأسر إلى بر الأمان، بقدر ما هي بداية الولوج في معاناة جديدة، تتمثل في توفير الاحتياجات الأساسية لمواد الإيواء، من مخيمات، وخزانات مياه، وطعام، وأدوية... وغيرها.

وحسب المصادر، تمثل موجة النزوح ثلاث فئات: الأولى، تضم الأسر النازحة التي لجأت إلى معارف لها في قرى عزلتي "حدة - الاعشور" بمخلاف "العود"، شمالي "الفاخر"، وغيرها من المناطق الريفية الأخرى. بينما الفئة الثانية تضم الأسر التي قامت باستئجار شقق سكنية متواضعة في مدينة قعطبة ومنطقة سناح. أمَّا الفئة الثالثة وهي الأشد احتياجا، وتمثل الأسر التي اتخذت من الخيام والعراء بيوتاً لها، والفئات الثلاث تحتاج إلى مواد إيوائية وطبية وغذائية، ولكنها تتفاوت حسب المكان الذي تتواجد فيه.

دروع بشرية

ويأتي ذلك في ظل توجيه مناشدات مستمرة إلى جميع المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، بمدهم بالمواد الإغاثية والإيوائية، متهمين مليشيا الحوثي بتحويل مساكنهم إلى ثكنات عسكرية، ومن تبقى من الأسر إلى دروع بشرية.

إلى ذلك كشف ناشطون، قيام عدد من العاملين لدى المنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية في منطقة "حجر" بالتلاعب وسرقة بعض المواد التي تقدمها المنظمات، مؤكدين أن ما يصل إلى المحتاجين لا يمثل الا الفتات.

جبايات

وذكرت إحصائيات أولية أن 83 مدنياً قتلوا بقصف وألغام الحوثي خلال الفترة الماضية، كما اختطف 198 مدنياً، ودمر 138 منزلاً وأحرق 22 منشأة ومشاريع مياه.

وتقوم مليشيا الحوثي بابتزاز المدنيين بعد نزوحهم وخصوصاً مزارعي القات، بدفعهم جبايات مالية كتأمين على أرواحهم من عدم تعرضها للخطر أثناء الذهاب والإياب من وإلى مزارعهم، وتُدفع بطرق غير مباشرة.