في مشهد ينذر بالأسوأ.. مليشيات حزب الله و"أمل" تجتاح ساحات الاعتصام

هاجم أنصار لحزب الله وحركة أمل، الثلاثاء، المحتجين وسط العاصمة اللبنانية بيروت، حيث اقتلعوا الخيام وأضرموا النيران فيها، وسط توقعات بإعلان رئيس الوزراء، سعد الحريري، استقالته.
 
واعتدى المهاجمون بالعصي والحجارة على موقع التجمّع الرئيسي للمتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، واقتلعوا الخيم التي نصبها المحتجّون في إشارة إلى التوترات المتزايدة في البلاد.
 
وكان أنصار الحزبين قد هاجموا أيضا المحتجين على جسر الرينغ بوسط، وهم يرددون هتافات مؤيدة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري رئيس حركة أمل.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن القوى الأمنية عملت على "إطفاء الحرائق في خيم المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.. في انتظار وصول رجال الإطفاء".
ونقلت عن المحتجينتأكيدهم أنهم "لن يتركوا الساحتين رغم تحطيم خيامهم"، في وقت عملت قوات من مكافحة الشغب والجيش على محاولة "السيطرة على الوضع في الساحتين".
 
وشهدت المظاهرات التي تطالب باقتلاع رموز النظام توترات بين محتجين ومجموعات من حزب الله وأمل، بالإضافة إلى أنصار التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون.
 
وكان الأمين العام لحزب الله، الذي يمتلك مع عون وحلفائهما الأغلبية الحكومية، رفض استقالة الحكومة والرئيس وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، كما يطالب المحتجون، متذرعا بخشيته من "الفوضى" و"الفراغ".
 
وبعد أيام على اندلاع الاحتجاجات، أعلن الحريري ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع، ودعا عون الى إعادة النظر بالواقع الحكومي.
بيد أن المتظاهرين يعتبرون أن كل هذه الطروحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم. وهم مصرون على مواصلة ما يسمونه "ثورة".
 
وتميزت التظاهرات في لبنان بشمولها مختلف الأراضي اللبنانية ومختلف الطوائف في بلد صغير يقوم على المحاصصة الطائفية ويشهد انقسامات كبيرة بين سياسييه على خلفية الانتماءات الحزبية والدينية.
 
وتشكّل فئة شباب ولدوا ما بعد الحرب الأهلية الدامية (1975-1990) عصب التظاهرات اللبنانية التي ليست لها قيادة ولا توجها حزبيا.
 
وطالب المحتجون منذ بدء الحراك بإسقاط الطبقة السياسية بأكملها فهم يحملون عليها فسادها وعجزها عن حلّ الأزمات التي تمر بها البلاد، خصوصاً الاقتصادية.
 
وتتألف الطبقة الحاكمة في لبنان بمعظمها من زعماء كانوا جزءا من الحرب الأهلية المدمرة التي شهدتها البلاد، ولا زال أغلبهم موجودا في الحكم منذ نحو ثلاثة عقود. ويمثل هؤلاء الزعماء عموما طبقة طائفية أو منطقة معينة.
 
وتضمنت الإصلاحات التي أعلنها الحريري خفضا بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.
 
بالإضافة الى إقرار موازنة العام 2020 مع عجز نسبته 0.6 في المئة، ومساهمة القطاع المصرفي والمصرف المركزي بخفض العجز بقيمة تتجاوز خمسة آلاف مليار ليرة (3.3 مليارات دولار) خلال العام 2020.
 
ودعم شركاء الحريري في الائتلاف الحكومي، وكذلك رئيس الجمهورية، تلك الإصلاحات، لكن الشارع ردّ بالرفض لعدم ثقته بقدرة الحكومة التي لطالما وعدت ولم تف، على التنفيذ.