علماء يحذرون من عواصف قد تسبب خسائر بمئات المليارات!

لا نتحدث هنا عن الأعاصير التي تشهدها بعض المناطق من حين إلى أخر، وإنما عن نوع مختلف من العواصف المدمرة تعمل دول متقدمة على توفير احتياطات أمان ضدها لتقليل خسائرها البشرية والمادية الكبيرة.. فما هي تلك العواصف المحتملة؟

خسائر بشرية ومادية بمليارات الدولارات تسببها الأعاصير، خاصة إن كانت شديدة القوة واستمرت لفترة زمنية طويلة نسبيا، مثل إعصاري كاترينا وهارفي اللذين يعدان من أقوى الأعاصير التي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية، مخلفة خسائر مادية وصلت لنحو 125 مليار دولار أمريكي، وفقا لمجلة فوربس الأمريكية.

إلا أن خبير الطقس والمناخ ومدير برنامج الأرصاد الجوية بجامعة جورجيا الأمريكية، مارشال شيبرد، يحذر من إمكانية حدوث نوع أخر من العواصف يمكنه ان يكلف كوكب الأرض خسائر تصل إلى تريليون دولار أمريكي، لإلحاقها الأضرار بقطاع الاتصال والأقمار الصناعية والطيران والكهرباء.

ويقوم ما يعرف بـ "علم مناخ الفضاء" بمراقبة وتوقع الفروق بين مناخي كوكب الأرض والفضاء وتحديد كيف يمكن أن يؤثر التغيير سواء على الأرض أو الفضاء المحيط بها، وفي مقدمتها توهج الشمس والعواصف الشمسية والانفجارات الناتجة عنها. فبينما تؤثر الأعاصير على مناطق بعينها دون غيرها، فإن الانفجارات الشمسية يمكنها أن تؤثر على كوكب الأرض بأكمله.

ويشير شيبرد إلى أول عاصفة شمسية ضربت كوكب الأرض في العصر الحديث، والتي وقعت عام 1859 لاحظها ووثقها العالم ريتشارد كارينغتون، حيث تسببت حينها في وهج شديد بالمناطق الاستوائية وتعطيل الاتصال عبر التلغراف في العالم، وهو ما تكرر مرة أخرى فيما بعد عام 1921.

وما قد يعتبره البعض مبالغة من جانب بعض العلماء، يرى المدير السابق لمركز توقعات مناخ الفضاء بولاية كولورادو الأمريكية، توم بودغان، إمكانية وقوعه مرة أخرى قائلا: "من قصر النظر الاعتقاد أن ما وقع على الأرض عام 1859 هو أقصى وأسوء ما يمكن للشمس القيام به"، وفقا لصحيفة الإنديبندنت البريطانية.

وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية حاليا بتطوير قدراتها للتنبؤ بالأحداث المناخية المرتبطة بالطقس في الفضاء وتخفيف الأثار التي يمكن أن تنتج عنها على البنية التحتية، خاصة قطاع الكهرباء.