ترامب يتوعد بتدمير اقتصاد تركيا

هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، تركيا بتدمير اقتصادها في حال تجاوزت الحدود في سوريا، وذلك بعد قراره سحب القوات الأميركية من المنطقة، في خطوة اعتبرت أنقرة أنها تفتح لها الطريق أمام تنفيذ تهديدها بشنّ هجوم ضد المقاتلين الأكراد.

وقال ترامب، في تغريدة على تويتر، "كما شددت من قبل، ولمجرد التكرار، إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره، بحكمتي العظيمة التي لا مثيل لها، خارجا عن الحدود، فسوف أقوم بتدمير اقتصاد تركيا بالكامل وطمسه (لقد فعلت من قبل!). يجب عليهم، مع أوروبا وغيرها، أن يراقبوا..

.. مقاتلي داعش المعتقلين وعائلاتهم. لقد فعلت الولايات المتحدة أكثر بكثير مما توقعه أي شخص، بما في ذلك القبض على مئة في المئة من خلافة داعش. لقد حان الوقت الآن لآخرين في المنطقة، بعضهم يتمتعون بثروة كبيرة، لحماية أراضيهم. الولايات المتحدة عظيمة!"، وفق ما أضاف.

وكانت فرانس برس نقلت عن البيت الأبيض قوله، في وقت سابق، إن تركيا "قريباً ستمضي قدماً في عمليتها" في شمال سوريا، وهي العملية التي كانت انقرة تلوح بشنها ضد الأكراد منذ أشهر.

وأوضح البيت الأبيض أن القوات الأميركية "لن تدعم العملية ولن تنخرط فيها..، ولن تتمركز بعد اليوم في المنطقة مباشرة" عند الحدود مع تركيا، وسط أنباء عن بدء سحب القوات الأميركية من المنطقة.

ودفعت هذه المعلومات الأمم المتحدة إلى التحذير من أنها "تستعد للأسوأ" في هذه المنطقة في وقت نبّه الاتحاد الأوروبي من أن "أي استئناف للمعارك سيزيد من معاناة الشعب السوري ويسبب نزوحاً للسكان ويقوض الجهود السياسية لحل" النزاع المستمر منذ العام 2011.

وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية التركية في شمال سوريا، في وقت قال مسؤول أميركي إن واشنطن لن تسحب سوى "عدد صغير" من الجنود قرب الحدود التركية.

وكان ترامب دافع عن موقفه بسحب قوات من سوريا، معتبراً أنه على الأطراف الضالعة في النزاع السوري أن "تحل الوضع"، وآن الآوان للخروج من "هذه الحروب السخيفة".

يشار إلى أن قيادة قوات سوريا الديمقراطية كانت ذكرت، في بيان الاثنين، أن "القوات الأميركية لم تفِ بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا".

وكتب المتحدث الاعلامي في قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي على تويتر "لا نتوقع من الأميركيين حماية شمال شرق سوريا. لكنهم مدينون للناس هنا بتفسير حول اتفاق الآلية الأمنية (الحدودية) وتدمير التحصينات وفشل الولايات المتحدة في الإيفاء بتعهداتها".

وبعدما لوّح إردوغان على مدى أشهر بشن هجوم في شمال سوريا، توصلت واشنطن مع أنقرة إلى اتفاق في أغسطس نصّ على إقامة منطقة عازلة تفصل مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية.

وعمدت قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، إثر الاتفاق، إلى تدمير تحصينات عسكرية في المنطقة الحدودية، وتمّ سحب مجموعات من الوحدات الكردية منها.

وسيّرت القوات التركية والأميركية دوريات مشتركة. إلا أن إردوغان كرر مراراً أن صبر بلاده ينفد، مهدداً بشن هجوم وشيك، قال الاثنين إنه قد يبدأ في "أي ليلة وبدون سابق إنذار".