لماذا تصر طهران على بناء قاعدة الإمام علي في سوريا رغم تعرضها لضربات جوية؟

رغم تعرض قاعدة الإمام علي شرقي سوريا لضربات جوية قبل أسبوعين، إلا أن صورا جوية حديثة تظهر استمرار أعمال البناء والإنشاءات فيها.
 
وأظهرت صور فضائية التقطتها شركة "ISI"، التي تقدم خدمة أقمار اصطناعية مدنية، استمرار البناء في القاعدة الإيرانية الجديدة في سوريا، والتي تقع على مقربة من الحدود السورية – العراقية.
 
وكانت صور فضائية قد أظهرت تعرض ثمانية مباني رئيسية في القاعدة لأضرار جسيمة بعد تلقيها ضربات جوية في التاسع من سبتمبر الحالي.
وأودت الضربات الجوية بحياة 21 شخصا وفق تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأميركية نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربات.
 
وتظهر الصور التي نشرتها "ISI" الثلاثاء استمرار أعمال الإنشاءات حيث تم الانتهاء من سقف أحد المستودعات.
 
كما تظهر الصور وجود أنفاق داخلية محفورة تحت مستودعات كبيرة.
وقال المحلل الاستخباراتي الأميركي مارك بيري إن توسع إيران في سوريا بقواعد عسكرية "يعد أمرا هاما واستراتيجيا لطهران من أجل توفير عدة مناطق لها في حال أرادت توجيه ضربات صاروخية لدول أخرى في المنطقة".
 
وأضاف، في رد على استفسارات "الحرة"، أن تصميم إيران على بناء القاعدة رغم الضربات الجوية التي تلقتها "ما هو إلا دليل على تحرك مضاد على ما واجهته خلال الفترة الأخيرة من تضييق بسبب ممارساتها في المنطقة، ما يدفعها للتوسع بإيجاد قواعد لها خاصة في سوريا، فضلا عن وجود قواعد لها في العراق".
 
وأكد بيري أن "النظام الإيراني يرى في قاعدة الإمام علي أهمية جيوستراتيجية خاصة وأنها قريبة من الحدود العراقية بشكل كبير، وتستطيع خدمة أهدافهم في البلدين"، مشيرا إلى أن الممر القريب منها في البوكمال سيشكل نقطة هامة لنقل الأسلحة والصواريخ.
 
ووفق تقرير سابق لشبكة "فوكس نيوز"، فإن القاعدة الجديدة لإيران في سوريا ستأوي آلاف الجنود والقوات التابعة.
 
ويشير التقرير إلى أن هذه ستكون من أكبر القواعد التي تبنيها إيران في سوريا وسيطلق عليها اسم قاعدة "الإمام علي"، ووافقت على إنشائها المرجعيات العليا في طهران.
 
وأسندت إيران مهمة بناء القاعدة التي تقع بالقرب من الحدود السورية - العراقية إلى "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
 
وكشف التقرير عن وجود خمس منشآت جديدة يمكن تخزين الصواريخ فيها، ناهيك عن وجود 10 منشآت أخرى، حيث يتوقع أن تكون القاعدة العسكرية جاهزة بالكامل في وقت قريب.
 
وكانت الشبكة الأميركية قد نشرت في مايو الماضي تقريرا كشفت فيه عن معبر حدودي تديره إيران في البوكمال.