"نيويورك تايمز" تكشف عن سيناريوهات لرد أمريكي "غير تقليدي" على هجمات إيران

رغم تأكيدات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن مهمة الولايات المتحدة حالياً تجنب الحرب مع إيران، إلا أنه وعلى ما يبدو لا يشمل الأمر توجيه "ضربات إلكترونية" لطهران.

كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن أمريكا تدرس سيناريوهات هجمات إلكترونية محتملة ضد إيران، لردع ممارسات النظام الإيراني التي تسبب حالة عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وتشير الصحيفة في تقريرها إلى أن المرحلة المقبلة ستشكل فترة اختبار لمعارك من نوع آخر لا يهم فيها عدد الجنود أو العتاد العسكري، إنما ستكون الغلبة فيها للمتسلحين بالتقنية التكنولوجية العالية.

وكانت الصحيفة قد كشفت في نهاية أغسطس أن الولايات المتحدة شنت هجوما "سيبرانيا" على إيران قبل نحو ثلاثة أشهر واستطاعت تدمير معلومات هامة كانت متوفرة لدى طهران.

ويرجح التقرير أن يذهب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخيار الهجمات الإلكترونية، فيما لا يزال البنتاغون يدرس ما إذا كانت هذه الهجمات ستؤدي الغرض المطلوب منها بردع إيران عن ممارساتها في المنطقة، إذ يتم بحث خيارات ضربة سيبرانية تتسبب في إيقاف منشآت نفطية إيرانية عن العمل.

ويؤكد التقرير أن الولايات المتحدة استخدمت الهجمات الإلكترونية ثلاث مرات على الأقل ضمن عمليات استهدفت وقف البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، فيما قامت إيران أيضا بهجمات سيبرانية استهدفت أرامكو وبنوكا أمريكية وحتى كازينوهات.

وتشبه الهجمات الإلكترونية "السيبرانية" إلى حد كبير العمليات السرية، إذ لا يعترف أي طرف بالقيام بها، وتتم من خلال تدمير أو حذف أو إعادة برمجة لبيانات ومعلومات تعطل عمل الطرف الآخر أو تجعله غير قادر على استخدام البيانات.

وتأتي أهمية الهجمات "السيبرانية" بأنها تتيح للإدارة الأمريكية ردع إيران وتعرقل مشاريعها وممارساتها في المنطقة من دون استخدام الوسائل العسكرية التقليدية.

وكانت طهران اتهمت في عام 2010 في خضم أزمة برنامجها النووي، الولايات المتحدة وإسرائيل بمهاجمتها من خلال فيروس "ستوكسنت" الذي أصاب عدة آلاف من حواسيبها وأوقف عمل أجهزة طرد مركزي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.

واحتاجت إيران إلى سنوات طويلة لتجاوز تبعات هذا الهجوم الذي لم تعترف الولايات وإسرائيل بالوقوف خلفه.

وأصبحت القيادة الأمريكية الإلكترونية في مايو الماضي وحدة قتالية في إطار الجيش الأمريكي مع ميزانية تقدر بمليارات الدولارات.

تعزيزات دفاعية

ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة لا تغفل أهمية تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة إيران عسكريا، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الجمعة، إن الولايات المتحدة قررت إرسال صواريخ دفاعية وأسلحة إضافية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتحسين قدراتهما الدفاعية.

وصرح إسبر في مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون رفقة رئيس هيئة الأركان جوزيف دنفورد، بأن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو السعودية، يمثل تصعيدا للعدوان الإيراني وأن نظام طهران بصدد شن حملة لزعزعة استقرار المنطقة.

وكان البنتاغون قد أكد على لسان المتحدث باسمه، أن خيارات الرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو السعودية هي بيد الرئيس ترامب.

وأعلن المتحدث جوناثان هوفمان أن إيران مسؤولة بشكل ما عن الهجوم الذي استهدف شركة أرامكو. ووصف هوفمان خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، الهجوم بـ"المنسق بشكل كبير وغير المسبوق".

وتعرضت أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق وحقل خريص النفطي في شرق السعودية، لهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة.

وشدد هوفمان على التنسيق مع السعوديين الذين يقيمون ما حدث، مؤكدا أن وزارة الدفاع الأمريكية تنتظر نتائج التحقيق والتقييم السعودي، وأنها ستقدم الخيارات المطروحة للرئيس دونالد ترامب بشأن إيران وهو من سيقرر طبيعة الرد.