ما حقيقة اختفاء أعداد كبيرة من قوارب المهاجرين في المتوسط؟

أعلنت منظمة تعنى بإنقاذ المهاجرين عن غرق قارب يحمل مهاجرين انطلق من ليبيا. المنظمة تواصلت مع خفر السواحل الليبي بشأنه، إلا أنهم لم يقوموا بشيء. مهاجر نيوز تواصل مع خفر السواحل الليبي لمعرفة حقيقة اختفاء قوارب المهاجرين
 
أعلنت منظمة "هاتف الإنقاذ" في 19 آب/أغسطس، التي تعنى بإخطار أجهزة الإنقاذ حول تواجد قوارب مهاجرين بحاجة للمساعدة، أن أحد صيادي الأسماك الليبيين تواصل معها وأخطرها بغرق قارب قبالة سواحل ليبيا. الصياد قال للمنظمة إنه قام بإنقاذ ثلاثة مهاجرين، وأنه رأى الكثير من الجثث طافية على سطح المياه. ووفقا لشهادته، فإن القارب كان يحمل أكثر من 100 مهاجر. وأضافت المنظمة أن الصياد سلم المهاجرين الذين أنقذهم لسيارة إسعاف في ليبيا، دون ذكر المكان الذي تمت فيه تلك العملية. وشددت "هاتف الإنقاذ" على أنها أبلغت السلطات الليبية بالحادث، إلا أن الأخيرة لم تستجب للنداء، "قالوا لنا إنهم لا يملكون معلومات حول هذه القضية".
 
كلام غير مسؤول
 
مهاجر نيوز اتصل بالعميد أيوب قاسم، الناطق الرسمي باسم جهاز خفر السواحل الليبي، الذي قال إنه ليس لدى الجهاز أي بلاغ حول تلك الحادثة. وأورد العميد قاسم أن "كلام المنظمة (هاتف الإنقاذ) غير مسؤول، فهم لم يزودونا أو يعلنوا عن اسم الصياد أو اسم مركبه. غالبا عندما يقوم الصيادون الليبيون بعمليات مشابهة، يقومون بإبلاغنا فورا".
 
وأضاف العميد "ما هو الدليل الذي يشير إلى صحة تلك الرواية؟ نحن ننفي هذا الخبر، كما أننا لن نتلق أي بلاغ أو إنذار من أي من الجهات الرسمية التي نتعامل معها في تلك الحالات، كغرفة تنسيق عمليات الإنقاذ في إيطاليا مثلا".
 
بدورها، نشرت منظمة أطباء بلا حدود تغريدة على حسابها على تويتر، ذكرت فيها أن فرقها في ليبيا لم تتمكن من التواصل مع الناجين من تلك الحادثة. وأكدت أنه "لم يصدر أي بيان أو تأكيد رسمي بحصول تلك المأساة. إلا أننا نخشى الأسوأ، وهو أن تكون الحادثة فعلا وقعت وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص. لن نستطيع التأكد أبدا". وعادت أطباء بلا حدود لتذكر بأن حوادث مماثلة باتت تحصل بشكل دائم.
 
"نصف القوارب التي تغادر ليبيا تغرق"
 
صحيفة ديرشبيغل الألمانية نشرت مقالا حول أوضاع المهاجرين في ليبيا، جاء فيه على لسان أحد ضباط جهاز خفر السواحل الليبي، قائد القارب "فزان" التابع للجهاز مصطفى أبو زيد، أن حوالي نصف القوارب التي تغادر ليبيا تغرق بمن عليها. ووفقا لما ورد في الصحيفة، "القوارب التي لا نستطيع الوصول إليها بسرعة، لا تستطيع الصمود كثيرا".
 
العميد أيوب قاسم نفى أن يكون ذلك الكلام صحيحا، وقال لمهاجر نيوز "تواصلت مع الضابط المعني، وهو نفي أن يكون أدلى بتصريح من هذا النوع".
 
وذكر العميد أنه خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، انخفضت أعداد القوارب المنطلقة من ليبيا باتجاه أوروبا بنسبة 65%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعود ذلك "لنشاط خفر السواحل الليبي والجهد الذي يبذله عناصره وضباطه لإنقاذ أرواح الناس".
 
ويضيف العميد "هناك طبعا أسباب أخرى، فبعد سفن الإنقاذ الخاصة بالمنظمات الإنسانية عن الشواطئ الليبية، يجعل من الصعب على قوارب المهاجرين الوصول إليها، ما قلل من أعداد تلك القوارب بشكل كبير".
 
واحد من أصل 17 مهاجرا قضى غرقا في المتوسط منذ بداية العام
 
بشكل عام، انخفضت أعداد المهاجرين الغرقى قبالة الساحل الليبي نتيجة انخفاض أعداد القوارب المغادرة. إلا أن الرحلة من هناك باتجاه السواحل الأوروبية باتت أكثر فتكا وخطورة. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، واحد من أصل 17 مهاجرا قضى غرقا في المتوسط منذ بداية العام.
 
ولا تتواجد حاليا في المتوسط أي من السفن الخاصة بمنظمات الإغاثة، فسفينة أوبن آرمز أنزلت حمولتها من المهاجرين وهي راسية الآن في ميناء لامبيدوزا، أما سفينة "آلان كردي" التابعة لمنظمة "سي-آي" الألمانية فعادت إلى قاعدتها في مايوركا، وسفينة "ماري جونيو" التابعة لمنظمة "ميديتيرانيا" لا تزال في صقلية، أما سفينة "أوشن فايكنغ" التابعة لمنظمتي "أس أو أس ميديتيرانيه" وأطباء بلا حدود فمازالت تبحر بين مالطا وإيطاليا وعلى متنها أكثر من 350 مهاجرا، بانتظار أن يتم منحها ميناء آمنا لإنزالهم.