الجزائر: مظاهرات الجمعة 26 للحراك تؤكد على تمسك المحتجين برحيل كل رموز نظام بوتفليقة

للجمعة الـ26 على التوالي، نزل المحتجون الجزائريون إلى شوارع وسط العاصمة الجزائرية للتأكيد على مطلبهم الرئيسي "برحيل جميع الوجوه القديمة" التابعة للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. وطوقت عناصر الشرطة التي بدت أعدادها أقل الحراك دون أن تشتبك بالمحتجين حتى تفرق التجمع في هدوء. وهتف المتظاهرون ضد "العصابة" ونددوا برئيس هيئة الحوار التي عين أعضاءها الرئيس الموقت عبد القادر بن صالح.
 
تجمع المحتجون الجزائريون للجمعة الـ26 على التوالي في وسط العاصمة الجزائرية للتأكيد على مطلبهم برحيل كل الشخصيات التي سبق لها أن عملت خلال عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والذي استمر نحو عشرين عاما إلى أن اضطر إلى الاستقالة في 2 نيسان/أبريل تحت ضغط الشارع والجيش. وبالرغم من الحر الشديد إلا أن أعداد المتظاهرين الذين هتفوا "ياحنا يا نتوما ماراناش حابسين" أي "إما نحن أو أنتم، لن نتوقف" لم تتضائل.
 
وطوقت عناصر الشرطة الحراك الذي أوشك على إتمام شهره السادس من دون التوصل إلى حل للأزمة التي تشهدها البلاد. وتفرقت المظاهرة بعد ساعات من دون اشتباكات، فيما شهدت مدن أخرى مظاهرات بحسب ما ظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
 
أعداد قوات الأمن تراجعت قليلا
 
وانتشرت عشرات آليات الشرطة على جانبي طريق رئيسي يسلكه المحتجون. لكن بدا برغم ذلك أن عددها تقلص قليلا مقارنة مع الأسابيع الماضية.
 
ولا يزال رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الذي يرى مراقبون أنه تحول إلى رجل البلاد القوي منذ استقالة بوتفليقة، هدفا رئيسيا للمحتجين.
 
"اليد فاليد نحو العصابة نزيدو القايد"
 
وهتف المتظاهرون "اليد فاليد نحو العصابة نزيدو القايد"، أي "يدا بيد، نسقط العصابة ثم قايد صالح".
 
وبينما لا يبدو أن الحراك فقد زخمه في وقت يستعد للاحتفال بذكرى الشهر السادس على انطلاقته في 22 آب/أغسطس، لا تظهر أي مؤشرات على حل سياسي للأزمة التي تشهدها الجزائر.
 
ويواصل الحراك رفض إجراء انتخابات رئاسية ترغب السلطة في إجرائها بأي ثمن لانتخاب خليفة لبوتفليقة. وجرى إلغاء انتخابات رئاسية كانت مقررة في 4 تموز/يوليو، لعدم وجود مرشحين.
 
"كريم يونس آلابوبال"
 
وتهكم المتظاهرون مجددا الجمعة من رئيس هيئة الحوار التي عين أعضاءها الرئيس الموقت عبد القادر بن صالح، ورددوا هتاف "كريم يونس آلابوبال"، أي "إلى القمامة". وسبق ليونس أن تقلد مناصب في عهد بوتفليقة.
 
وقال الخبير الاقتصادي إسماعيل لالماس في مقابلة مع موقع "كل شيء عن الجزائر" نشرت الخميس، إن "الأساليب القديمة وهذا النوع من اللجان سيجرنا إلى الانسداد"، علما أن لالماس استقال من هذه الهيئة بعد رفض السلطة اتخاذ تدابير "للتهدئة".
 
في سياق آخر، اضطر عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات تأجيل لقاء تشاوري كان مقررا السبت بسبب عدم الحصول على إذن مسبق.
 
وعبر المنظمون عن غضبهم في بيان، قائلين "في الوقت الذي تروج فيه السلطة لعرضها الداعي إلى الحوار، فإن الحقيقة مختلفة تماما".