الإعلام الإيراني يحتفي بـ"مبايعة" زعيم مليشيا الحوثي لـ"خامنئي"

رغم إعلان وسائل الإعلام الإيرانية أن زعيم ميليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي، قدم البيعة للمرشد علي خامنئي، خلال لقاء وفدها بالمرشد في طهران أول من أمس، إلا أن وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي، تجاهلت الأمر، واعتبرته سراً يجب كتمانه عن اليمنيين.
 
وفضح الموقع الرسمي للمرشد الإيراني السر، عندما أعلن ما دار خلال اللقاء الذي تسلم فيه خامنئي رسالة "البيعة" من عبد الملك الحوثي.
 
ونقل الموقع إشادة خامنئي بالحوثي وشقيقه حسين الحوثي مؤسس الجماعة وبوالده بدر الدين وبقية أشقائه، واصفاً إياهم بـ"الأسرة المجاهدة".
 
واحتفت صحيفة "رسالت" الايرانية المتشددة في مقالتها الافتتاحية الصادرة اليوم بالنفوذ الايراني في اليمن بعد لقاء ناطق الحوثيين وخامنئي.
 
ويبدو أن ثمن البيعة هو المزيد من دماء اليمنيين، حيث هددت الميليشيات الحوثية بالتزامن مع زيارة وفدها لإيران بأنها على وشك أن تستخدم أسلحة دفاع جوي جديدة، يرجح أنها إيرانية الصنع في سياق تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
 
ومنذ نشأت الحركة الحوثية في اليمن استقبلت طهران زيارات عديدة لوفود رسمية ودينية من عناصر المليشيات الحوثية اضافة الى ايفاد طلاب حوثيين للدراسة في الحوزات الايرانية لكنها كانت جميعها سرية قبل ان تأتي الزيارة الاخيرة في العلن.
 
ويرى مراقبون أن العقيدة السياسية للحوثيين تعتبر ولاية خامنئي امتداد لولاية رسول الله وعلي بن أبي طالب ما يكشف حقيقة المليشيات الحوثية وكونها مجرد ذراع واداة من ادوات طهران لنشر الخراب وزعزعة استقرار المنطقة
 
ورجحت المصادر أن تكون الزيارة على صلة بمساعٍ للحصول على أسلحة جديدة تقوم إيران بتهريبها إلى اليمن عبر أذرعها الإرهابية، وصولاً إلى موانئ الحديدة التي لا تزال الجماعة ترفض الانسحاب منها بموجب اتفاق السويد.
 
ويقول خبراء غربيون، إن إيران تتبع الاستراتيجية السوفييتية المتمثلة في استخدام الوكلاء لتعزيز المصالح الإقليمية. وبمجرد أن يستولي الوكيل الإيراني على الأرض، ستستخدم طهران كامل قوتها للتأكد من احتفاظها بها.
 
وكان المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام فليتة، رفقة قياديين آخرين وصلوا إيران قادمين من مقر إقامتهم الدائم في العاصمة العمانية مسقط للقاء قادة الحرس الثوري الإيراني والمسؤولين الإيرانيين قبل أن يلتقوا المرشد خامنئي، لكنه لم يشر إلى البيعة من قريب أو بعيد.
 
وكان المتحدث باسم الميليشيات الحوثية قال مهدداً "في القريب العاجل سنتحدث عن قوات الدفاع الجوي والعمليات التطويرية المستمرة للدفاع الجوي بما يجعله قادراً وبمستويات أفضل على تنفيذ المهام العملياتية في مختلف المناطق".
 
واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، اللقاء الذي جمع قيادات من جماعة الحوثي بالمرشد الإيراني في طهران، دليلاً يثبت "أن الحوثيين يعملون وكلاء لإيران".
 
وقال في تغريدة على تويتر: "لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".