مسؤول عراقي: اسرائيل قصفت مستودعا ايرانيا في بغداد
قال مسؤول دفاع عراقي، يوم الأربعاء، إن اسرائيل هي المسؤولة عن انفجار ضخم وقع في وقت سابق من الأسبوع في مستودع في بغداد.
وقال المسؤول الذي لم يتم تسميته لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تصدر من لندن، إن "جميع المؤشرات تدل على أن إسرائيل تكمل، وربما بتأييد من الولايات المتحدة، ما بدأته في سوريا من استهداف لمواقع القوات الإيرانية".
وأشارت الصحيفة السعودية إلى "تضارب الروايات بشأن عملية الاستهداف بين من يشير إلى استهداف الموقع من قبل طائرات أمريكية أو إسرائيلية، وبين من يرى أن لعملية سوء التخزين دخلاً في الحادث". "كما تضاربت الأنباء حول عائدية المعسكر والجهة التي تشغله وطبيعة الأسلحة المخزنة".
وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن، في بيان، أن كدس العتاد تابع للشرطة الاتحادية و(الحشد الشعبي)". وأن "الانفجار أسفر عن إصابة 13 شخصاً، بينهم اثنان من الشرطة الاتحادية وأربعة من عناصر (الحشد الشعبي)، والانفجارات كانت قوية".
وقالت الصحيفة إن "أقوى التصريحات المتعلقة بالجهة التي تملك كدس العتاد من نائب رئيس الوزراء، القيادي السابق في التيار الصدري، بهاء الأعرجي، الذي قال: من خلال طبيعة النيران لحريق مخازن العتاد في معسكر الصقر، يظهر أن طبيعة الأسلحة التي أحرقت غير عادية، ولا تستعملها القوات العراقية، ولا حتى (الحشد الشعبي)".
وأضاف في تغريدة له في "تويتر": "لذا نعتقد أنها عبارة عن أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناءً على وشاية عراقية خائنة"، في إشارة واضحة إلى أن كدس العتاد مملوك لإيران، بحسب ما قالت "الشرق الأوسط" السعودية.
وقال مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط"، إن "من الواضح أننا حيال معركة تكسير للعظام حقيقية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من جهة، وإيران وحلفائها في العراق، من جهة أخرى، ومن الواضح أيضاً أن الطرفين اختارا العراق أرضاً لمعركتهما غير المعلنة".
وأضاف المصدر، الذي قالت الصحيفة إنه يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، أن "جميع المؤشرات تدل على أن إسرائيل تكمل، وربما بتأييد من الولايات المتحدة، ما بدأته في سوريا من استهداف لمواقع القوات الإيرانية متعددة الجنسيات".
ورجّح المصدر "عدم قيام العراق بإعلان نتائج التحقيق المزمع في حادث القصف الأخير، مثلما حدث في حادث قصف معسكر الشهداء في أمرلي، الشهر الماضي، لأن ذلك يزعج الإيرانيين، إذ إنهم يعتمدون منذ سنوات استراتيجية عدم الإعلان عن الاستهدافات الإسرائيلية والأمريكية لمواقعهم في سوريا ولاحقاً في العراق".
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم حركة "أنصار الله الأوفياء" في "الحشد الشعبي"، عادل الكرعاوي، أمس، أن "المعطيات حول اندلاع حريق في معسكر الصقر، قرب منطقة الدورة، جنوب بغداد، تشير إلى تعرض المعسكر لقصف من طائرة أمريكية محملة بالصواريخ".
وأضاف الكرعاوي، في تصريحات تلفزيونية، أن ما حدث "عمل إجرامي قامت به طائرة مسيرة تشير المعطيات إلى أنها أمريكية، وكانت محملة بالصواريخ"، متوقعاً استمرار عمليات القصف "ما لم نسيطر على الأجواء العراقية، خصوصاً بعد دخول طائرة إسرائيلية الأراضي العراقية وقصفها معسكراً لتدريب (الحشد الشعبي)"، في إشارة إلى معسكر الشهداء في منطقة آمرلي في محافظة صلاح الدين.
وتفقد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، برفقة وزير الداخلية وقياديين في "الحشد الشعبي"، أمس، مخزن العتاد في معسكر الصقر جنوب غربي بغداد، التابع لـ"الحشد"، الذي شهد انفجارات أول من أمس أحدثت موجة هلع واسعة بين سكان المناطق القريبة.
رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبدالمهدي يتفقد موقع انفجار كدس العتاد في معسكر الصقر. pic.twitter.com/ZiXDxV8p1z
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) ١٣ أغسطس ٢٠١٩
وذكر بيان لمكتب عبد المهدي أن الأخير "اطلع على واقع الحادث والإجراءات المتخذة بعد الانفجارات التي وقعت في مخازن الأعتدة، واستمع إلى التقارير الأولية من مختلف الأطراف، كما اطلع على تقرير بعدد الإصابات التي تعرّض لها المواطنون". وأشار بيان رئاسة الوزراء إلى سقوط قتيل واحد بين صفوف المواطنين.
ووجه عبد المهدي باستكمال التحقيقات لمعرفة أسباب الحادث، كما أصدر "توجيهات بوضع ترتيبات متكاملة لكافة المعسكرات ومخازن القوات المسلحة من حيث إجراءات السلامة ومواقعها لمنع تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة".
وبحسب "تايمز أوف إسرائيل" لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقارير. وقال مسؤولون اسرائيليون إن العراق تصبح بشكل متنامي قاعدة عمليات جديدة للمبادرات الإيرانية ضد الدولة اليهودية.
وبحسب تقارير أجنبية، هناك تصعيد بالقصف الإسرائيلي ضد ميليشيات مدعومة من قبل إيران في العراق، وأنها تحول تركيزها بعد سنوات من الغارات المفترضة التي تهدف لمنع طهران من تأسيس وطأة قدم في سوريا.
وفي الشهر الماضي، اشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى قول مصادر دبلوماسية غربية إن "طائرة اف-35 إسرائيلية هي المسؤولة عن قصف وقع في 19 يوليو/ تموز ضد مستودع صواريخ في قاعدة ميليشيا شيعية تقع شمال بغداد".
وأفادت قناة "العربية" السعودية حينها أن "عدداً من عناصر الحرس الثوري الإيراني وتنظيم حزب الله قُتلوا في الهجوم. وأن القاعدة زودت وقتا قصيرا قبل الهجوم بصواريخ باليستية إيرانية، تم إخفاؤها داخل شاحنات".
وقال الجيش العراقي حينها أن مقاتلا واحدا قُتل وأصيب إيرانيين اثنين، وأن الهجوم تم من قبل طائرة مسيرة. ونفت الولايات المتحدة المشاركة.
وهذا كان ثاني قصف مفترض يقع في شهر يوليو/ تموز. وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" أيضا إن إسرائيل هي المسؤولة عن هجوم آخر في العراق وقع الشهر الماضي في معسكر أشرف، المقر السابق لحركة "مجاهدي خلق" الإيرانية المنفية، التي تقع 40 كم شمال شرقي بغداد، و80 كم عن الحدود الإيرانية. واستهدفت الغارة الجوية مستشارين إيرانيين وشحنة صواريخ باليستية، قالت مصادر بحسب التقرير.
وبحسب "تايمز أوف إسرائيل"، لا تعلق إسرائيل عادة على تقارير حول غارات محددة، ولكنها تصر أن لديها الحق بالدفاع عن نفسها بواسطة استهداف مواقع تابعة لإيران أو "حزب الله".
وتباهى وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي الأسبوع الماضي بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي "تقتل إيرانيين".
وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل جاهزة للعمل ضد إيران في سوريا، ولبنان، والعراق، و"في أي مكان علينا أن نعمل به من أجل الدفاع عن دولتنا وشعبنا".