قاعدة عسكرية تركية جديدة في قطر

يزداد عدد الجنود الأتراك في قطر "إلى رقم كبير"، مع استعداد البلدين للإعلان عن حفل افتتاح كبير لقاعدة عسكرية جديدة لأنقرة في العاصمة الدوحة.
 
وكشفت صحيفة “حرييت” التركية الأربعاء أن قاعدة عسكرية تركية جديدة سيتم افتتاحها في قطر في الخريف القادم.
 
وكتبت الكاتبة هاندي فيرات أن حديثا يدور عن “افتتاح كبير” في الخريف، وسط توقعات بأن يقوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإعلان عن مراسم الافتتاح.
 
وذكرت الكاتبة أنها سافرت للدوحة وزارت قاعدة طارق بن زياد حيث جرى نشر جنود أتراك منذ أكتوبر من عام 2015، لافتة إلى أن متانة العلاقات السياسية بين البلدين انعكست على العلاقات العسكرية أيضا.
 
وأشارت الكاتبة إلى أن هذه القاعدة العسكرية في قطر مستمرة في النمو، وأنه يجري بناء قاعدة جديدة بالقرب من قاعدة طارق بن زياد العسكرية.
 
ولفتت إلى أن أعمال بناء القاعدة الجديدة انتهت وأنها تضم عددا كبيرا من المنشآت الاجتماعية.
 
وأشارت إلا أن عدد الجنود سيزداد، إلا أنها فضلت ألا تذكر الأعداد “حفاظا على مصالح تركيا وأمنها”.
 
واكتفت بتوضيح أن العدد سيصبح “كبيرا”، وأكدت على أن قطر “تولي أهمية كبرى لهذه القاعدة العسكرية”.
 
وتتحدث الكاتبة عن اهمية القاعدة العسكرية الدائمة لتركيا في قطر بما يتجاوز العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الأمن الاقليمي وسعي تركيا لكي تأخذ موقعها في توازن القوى.
 
وكانت قطر وتركيا وقعتا اتفاقية عسكرية، وصفها تقرير لموقع سويدي متخصص بالرصد والمراقبة بأنها "احتلال مقنع" من دولة كبيرة وقوية لدولة صغيرة وضعيفة.
 
ويكشف تقرير عن العلاقات العسكرية والتحالفات بيت تركيا وقطرنشره معهد واشنطن ان أنقرة والدوحة، الموحدتان بفعل التاريخ والتطورات السياسية الأخيرة، تسيران باتجاه وجود عسكري تركي طويل الأمد في قطر.
 
وبحسب الاتفاقية الموقعة بين البلدين، إذا ما تعرضت دولة لهجوم، يتعين على الدولة الأخرى مساعدتها. يضع ذلك قطر في مكانة خاصة بنظر أنقرة.
 
وبحسب التقرير ومن منظور عسكري، ستتيح القاعدة لأنقرة مجموعة متنوعة من الخيارات في المنطقة اذ ستتضمن قوة برية وبحرية وجوية وقوات خاصة بالإضافة إلى مدربين للجيش القطري، مما سيسمح لأنقرة بعرض وتسويق معداتها العسكرية وبما في ذلك تعزيز مبيعات دبابات ألتا" ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز فيرتينا وأسلحة أخرى تركية الصنع.
 
علاوةً على ذلك، ستقدم القاعدة للجيش التركي وسيلة للتدريب في الصحراء يفتقر إليها حاليًا، مما يسمح للقوات البحرية التركية بإنجاز عمليات مكافحة القرصنة وعمليات أخرى في الخليج العربي والمحيط الهندي وبحر العرب، وقد تشكل القاعدة مركز للعمليات التركية المستقبلية ما وراء البحار.
 
وشهدت العلاقات القطرية التركية خلال السنوات الماضية تطوّرا بالغ السرعة، على أرضية تقارب أيديولوجي بين نظامي البلدين وشراكة في دعم الإسلاميين المتشدّدين وإيوائهم وتوفير أرضية لهم للنشاط ضدّ بلدانهم، على غرار عناصر جماعة الإخوان المسلمين الملاحقين بتهم الإرهاب في عدّة بلدان.
 
وازدادت العلاقة القطرية التركية متانة بعد مقاطعة أربع دول عربية هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين لقطر بسبب دعمها للتشدّد والإرهاب، حيث رأت الدوحة في أنقرة ملاذا من العزلة ما أتاح لتركيا فرصة للوصول إلى الأموال القطرية الوفيرة المتأتية من بيع الغاز الطبيعي، خصوصا في ظلّ الصعوبات التي عرفها الاقتصاد التركي والتراجع في قيمة الليرة.