"ستوكهولم".. حبر على ورق

جاء استهداف العناصر الحوثية معسكر الجلاء ومركزا للشرطة في عدن بالأمس، الذي راح ضحيته العشرات من العسكريين إثر هجوم بالصواريخ والطائرات الإيرانية المسيرة، بعد أيام قليلة من تكثيف المليشيا الانقلابية من هجماتها العشوائية على الأحياء السكنية في محافظتي تعز والحديدة، اللتين تعدان من مناطق المتفق على «خفض التصعيد» فيها، انتهاكاً لكل الاتفاقيات والالتزامات الدولية وما تنص عليه «اتفاقية ستوكهولم» التي أصبحت مجرد حبر على ورق لا أكثر، والسبب الرئيسي في هذا التمادي هو التغاضي الدولي وتحديداً المنظمة الأممية ومبعوثتها عن جرائم الحوثي التي تثبت بأنه فصيل إرهابي وعميل للتدخل الإيراني في اليمن.
 
ولا يمكن؛ وفقاً للمعطيات التي أمامنا، أن يتم التعاطي معه تحت أي أطر دبلوماسية، وأي استمرار أممي في هذا المنحى يعني أن الأبرياء -من أطفال ونساء- والمدنيين العزل سيدفعون أرواحهم ثمناً لمناقشات واتفاقات لا جدوى لها.
 
يجب أن يكون للمجتمع الدولي موقف واضح من الأزمة في اليمن، لأن الصراع القائم ليس نتيجة تنافس على السلطة من أجل اليمن، بل هو انقلاب من قبل عصابة إرهابية عميلة لدولة أجنبية، ونتائج المفاوضات القائمة منذ عدة سنوات تثبت أن المفاوضات مع «الحوثي» لا جدوى منها، والاستمرار في هذا المسار سيعد بمثابة «جريمة» بحق الشعب اليمني، ولا حل سوى في إنهاء هذه المفاوضات وتصنيف هذه الجماعة كمنظمة إرهابية وتجريمها تحت البند السابع، إذا كانت الأمم المتحدة جادة في عدم إطالة أمد النزاع والوصول إلى حل صادق لإنهاء الأزمة التي تفاقمت وخرجت عن نطاقها الداخلي وستشكل مع الوقت عبئاً لا ينتهي على الأمن والاستقرار العالمي.