حصري- احتدام الصراعات الداخلية في أوساط مليشيات الحوثي.. اشتباكات واعتقالات وتصفيات جسدية

أكدت مصادر خاصة تصاعد وتيرة الصراع بين قيادات مليشيات الحوثي من إب إلى صعدة، مروراً بذمار، وامتدت إلى المناطق القبلية في حدود محافظة صعدة مع السعودية، في صورة تعكس واقع الصراع والفساد الذي يضرب أجنحة هذه المليشيات واقتراب ساعة نهايتهم.
 
وأكدت المصادر لوكالة خبر، أن معظم الصراعات التي برزت داخل صفوف المليشيات الحوثية تتركز على أموال جُمعت بطريقة غير قانونية أو صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود مشروع وطني أو رؤية موحدة تجمعها.
 
وظهرت الصراعات الحوثية الداخلية على السطح، وبشكل جلي، من خلال التصفيات الجسدية والاغتيالات والاعتقالات فيما بينها، ما يشير إلى ضعف وهشاشة التركيبة الداخلية لهذه الحركة الكهنوتية.
 
واستعرت الخلافات داخل صفوف الجماعة في محافظة إب وصلت حد التصفية الجسدية والاشتباكات المسلحة ومثلها اشتعلت مدينة رداع وصنعاء واللتين احتدم الصراع بين أجنحة المليشيات داخلهما بفعل السباق المحموم على نهب أراضي المواطنين والتي أسفرت إحداها عن مقتل الشيخ السكني، أحد مشايخ محافظة عمران، بنيران مسلح حوثي في العاصمة صنعاء، فيما تم العثور على جثة شيخ قبلي كبير موالٍ للمليشيات من محافظة عمران يدعى الوروري والذي يعد انعكاساً للخلافات الحادة التي ظهرت مؤخراً بصفوف قيادات الجماعة.
 
وأكدت المصادر على وجود عملية تصفية غامضة، تقف وراءها قيادات حوثية في المحافظة، في حين اتهم أبناء المنطقة جهاز الأمن الوقائي التابع للمليشيات بالضلوع في عملية تصفية "الوروري" خاصة بعد أنباء وردت قبل مقتله عن نشوب خلاف بينه وبعض قيادات الجهاز الحوثي.
 
وأفادت مصادر وكالة خبر أن الأمن الوقائي التابع للمليشيات نفذ حملات اعتقال واسعة طالت عدداً من القيادات والمشرفين الحوثيين غير المؤدلجين سياسياً بتهمة الخيانة والعمالة.. حيث اعتقل خلال شهر أكثر من 75 قيادياً ومشرفاً وضابطاً حوثياً في العاصمة ومحافظات صنعاء وذمار وإب وحجة وعمران، بعد اقتحام منازلهم، ثم إيداعهم سجناً خاصاً تابعاً للأمن الوقائي الحوثي.
 
وأشارت المصادر نفسها إلى أن عملية الاعتقال تمت وسط تكتم شديد في أوساط الميليشيات، التي أوهمت أسر المعتقلين أنه تم أخذهم إلى دورة تثقيفية في صعدة.
 
وقبل نحو أسبوعين، دفع الصراع الحوثي الداخلي على المناصب والنفوذ والمال محافظ الجماعة في ذمار، محمد حسين المقدشي، إلى تقديم استقالته.
 
أما في محافظة صعدة، المعقل الرئيس لمليشيات الحوثي، فقالت مصادر قبلية، إن ميليشيا الحوثي نفذت حملة اختطافات طالت عشرات من أبناء القبائل في مديرية رازح التابعة لمحافظة صعدة بعد يوم من مداهمة الميليشيا لمناطقهم وتصدي هؤلاء لهم.
 
ورغم التعتيم الذي تفرضه المليشيات على محافظة صعدة، فإن المصادر القبلية أوضحت أن عناصر المليشيات أعادوا العمل بنظام الرهائن الذي كان نظام حكم الأئمة في شمال البلاد يعتمده لضمان عدم تمرد القبائل عليه، حيث أخذت المليشيات من كل بيت شخصاً بالقوة كرهينة، خاصة وأن منطقة شعبان تقع بجوار منطقة الأزهور التي يتمركز فيها الجيش الوطني منذ فتح جبهة رازح.