واشنطن تشن عملية ضد مجموعة تجسس إيرانية ساعدت في هجمات زرع الألغام ضد السفن بخليج عمان

قال مسؤولون استخباراتيون سابقون، في تقريرٍ أورده موقع Yahoo News، إنَّ «القيادة الإلكترونية الأمريكية» شَنَّت عمليةً ضد مجموعة تجسس إيرانية لها صلات بالحرس الثوري الإيراني، الخميس 20 يونيو/حزيران 2019، رغم إلغاء الرئيس دونالد ترامب ضربةً عسكرية مباشرة في آخر لحظة.

وحسب موقع "بيزنس انسايدر" الأمريكي، يُعتقد أنَّ المجموعة الإيرانية ساعدت في هجمات زرع الألغام ضد سفينتي شحن في وقت مُبكِّر من الأسبوع الماضي، مما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز موقفها العسكري ضد البلاد. وأوردت التقارير أنَّ المجموعة تعقبَّت واستهدفت السفن العسكرية والمدنية التي تُبحر عبر مضيق هرمز.

وتراجع الرئيس دونالد ترامب عن الهجمات الانتقامية ضد الحرس الثوري الإيراني، مساء الخميس، وذلك على خلفية إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار يوم الأربعاء.

وقيل إنَّ المسؤولين خطَّطوا للضربة قبل فجر يوم الجمعة، 21 يونيو/حزيران، وقرَّروا استهداف بطاريات الرادار والمدفعية بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

منح ترامب صلاحيات واسعة للقيادة الإلكترونية الأمريكية

وزعم ترامب أنَّه كان «على أهبة الاستعداد» لضرب الأهداف إيرانية، لكنَّه قرَّر التخلِّي عن تلك الخطط إثر اطّلاعه على احتمال سقوط 150 ضحية نتيجةً للهجوم، وكتب في إحدى تغريداته:

«أوقفت الغارة قبل عشر دقائق من موعدها، إذ لا تتناسب نتائجها مع إسقاط طائرة بدون طيار. أنا لست في عجلةٍ من أمري، إذ أُعيد بناء قواتنا العسكرية، وأضحت أكثر حداثة، وجاهزية للانطلاق، فهي الأفضل في العالم بلا منازع. والعقوبات رادعة، وها قد أُضيف المزيد منها في الليلة الماضية. لا يُمكن لإيران أن تمتلك أسلحةً نووية، ليس ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وليس ضد العالم!».

ومنح ترامب صلاحيات واسعة للقيادة الإلكترونية الأمريكية، وهي قيادة الجيش للعمليات المرتبطة بالحرب الإلكترونية، وأذن لها بشن غارات هجومية على الخصوم الأجانب خلال فترة رئاسته. وتسمح الاستراتيجية الجديدة للقيادة الإلكترونية الأمريكية بتنفيذ بعض عملياتها دون استشارة مسؤولي البيت الأبيض أو الوكالات الحكومية الأخرى.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي، في عام 2018: «أيادينا ليست مغلولة كما كانت في عهد إدارة أوباما».

في حين يقول مسؤولون أمريكيون، حاليون وسابقون، إنَّ إيران ربما تحاول شنَّ هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة في ضوء الأعمال العدائية، بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية. إذ اتَّهمت وزارة العدل سبعة إيرانيين بتهمة تنسيق هجمات إلكترونية مالية في عام 2016، «وأسفرت عن عجز مئات الآلاف من العملاء عن الوصول إلى حساباتهم، وإنفاق الشركات لعشرات الملايين من الدولارات في محاولةٍ للبقاء على اتِّصالٍ بالإنترنت إبان تلك الهجمات».

وقال بريت بهارارا، المُدعى العام الأمريكي آنذاك، في بيان: «لم تكن تلك الجرائم عادية، لكنَّها هجماتٌ محسوبة من قِبَل جماعات لها صلة بالحرس الثوري الإيراني، وتهدف تحديداً إلى إيذاء أمريكا وشعبها. نحن نعيش الآن في عالمٍ يُمكن أن تُشن داخله هجماتٌ مُدمِّرة على نظامنا المالي، وبنيتنا التحتية، وطريقة حياتنا، بنقرة زرٍ واحدة من أي مكان في العالم».