تحرير الحديدة سيفشل مخططات إيران لتهديد الممرات المائية في الأحمر والعربي

اتهم العديد من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين إيران بالوقوف خلف الهجمات الإرهابية التي نفذتها ميليشيات الحوثي ضد مطار أبها بجنوب السعودية، الأربعاء الماضي، وناقلتي النفط في خليج عمان الذي يمر منه 30% من إنتاج النفط في العالم.

واعتبر العديد من المراقبين والمحللين السياسيين، في تصريحات لوكالة خبر، إيران هي المحرك الفعلي للهجمات التي ينفذها الحوثي، وأنها تزودهم بالأسلحة والتقنيات لاستهداف دول الجوار، من أجل تقويض استقرار المنطقة، وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر والسيطرة على باب المندب والذي يمهد للسيطرة على الملاحة الدولية.

وكانت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران قد أعلنت أكثر من مرة استهدافها مواقع حيوية في الأراضي السعودية والخليجية بشكل عام، وأنها باتت تمتلك الإمكانات والتقنيات العسكرية لاستهداف العمق في دول الجوار.

ويرى الخبير العسكري عبدالله القاضي، أن القدرات العسكرية للميليشيات الحوثية لا يمكنها الوصول إلى هذه الأنواع من الصواريخ خلال فترة وجيزة، ودون أن يكون لديها القاعدة الأساسية للتصنيع دون مساعدة خارجية والتي تأتي من إيران.

ويأتي اعتراف الميليشيات باستهداف برج المراقبة بمطار أبها الدولي جنوبي السعودية، عن طريق صاروخ كروز مداه 2500 كيلومتر؛ بعد بضعة أشهر فقط من إعلان إيران عن تصنيعها لنفس الصاروخ، ليؤكد أن الحوثيين يستخدمون الأسلحة الإيرانية لزعزعة أمن المنطقة.

ويربط خبراء عسكريون بين امتلاك إيران لهذا الصاروخ واستهداف ميليشات الحوثي لمطار أبها ومواقع عدة في السعودية والإمارات مثل أنابيب النفط في البقيع ومطار أبو ظبي الدولي.

كما يرون أن رفض الميليشيا الانسحاب من ميناء الحديدة مرتبط بعملية تهريب إيران الأسلحة لهم عن طريق المنافذ البحرية اليمنية الواسعة، وخاصة ميناء الحديدة الذي تستغل الميليشيا الغطاء الأممي لتحويله إلى منفذ لتهريب الأسلحة الإيرانية.

ويقول الخبير والمحلل السياسي عبدالعزيز رشيد، إنه من المعروف أن الطائرات المسيرة التي تمتلكها ميليشيا الحوثي أمدتها بها إيران لإثارة القلاقل بالمنطقة واستهداف المصالح الدولية.

مشيراً إلى أن الدور الإيراني بات واضحاً، وباتت بصمات إيران ومليشياتها واضحة خاصة في الهجوم على ناقلات النفط بخليج عمان، وقبلها في مياه الإمارات قبالة ميناء الفجيرة.

وأضاف رشيد أن الحوثيين سبق أن استهدفوا ناقلة نفط وعدد من السفن المدنية في البحر الأحمر العام 2017 والعام 2016، ما يجعلهم في وضع الاشتباه الرئيسي لاستهداف الناقلتين مؤخراً.

وقال رشيد، إن الخطر الذي باتت تمثله إيران وميليشياتها الإرهابية على أمن المنطقة، يستدعي كبح جماحها وأهمية بتر أذرعها، لاسيما في اليمن وخاصة عبر تحرير ميناء الحديدة الذي يتخذه الحوثيون قاعدة لتهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب وتهريب الأسلحة الإيرانية.

واعتبر أن تحرير مدينة الحديدة ومينائها سيسقط رهانات واجندات إيران في تهديد أمن واستقرار المنطقة عبر أذرعها الحوثيين، ويعزز حماية المياه الإقليمية من هجمات إرهابية في البحر الأحمر.