ملك الاردن ينتقد «حملات النكد» المشككة بموقف بلاده من القضية الفلسطينية

ظهر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقاء ضمن سياسة الانفتاح على الشخصيات الإعلامية والسياسية في البلاد مجدداً، أمس، لينقل رسائل سياسية برفضه أي محاولات للتشكيك بموقف الأردن حيال القضية الفلسطينية، وتحديداً الوصاية الهاشمية على المقدسات. ودعا إلى «التصدي لحملات التشكيك».
 
ولم يخف العاهل الأردني خلال اللقاء الذي جرى بحضور ولي العهد الأمير الحسين، غضبه واستياءه من المحاولات المتكررة للتشكيك بموقف بلاده السياسي، بعبارات حملت دلالات ذلك الغضب وإن كانت بالسياق الشعبي الدارج، إذ وصفها لعدد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والبرلمانية بأنها «حملات النكد».
 
ودعا الملك الأردني إلى مواجهة هذه الحملات «التي يقودها بعض المشككين الذين يسعون إلى التقليل من شأن الجهود الأردنية في مواجهة أي حلول غير عادلة لتسوية القضية الفلسطينية على حساب مصالح المملكة العليا».
 
وأشار، وفقاً لما قالته مصادر حضرت اللقاء لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الوقت يذهب في مصلحة تأجيل أي طروحات غير منصفة لحل القضية الفلسطينية»، ملمحاً لتزامن زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر إلى المنطقة مع حل الكنيست الإسرائيلي، وتأجيل تشكيل الحكومة الإسرائيلية إلى الخريف.
 
وقالت المصادر إن الملك الأردني دعا إلى «توظيف تعثر الانتخابات الإسرائيلية والحاجة إلى إعادة إجرائها مجدداً، لصالح الموقف الأردني وجهوده الإقليمية والعالمية في كسب التأييد لدعم رفض أي مساس بالوضع التاريخي للقدس والمقدسات وثوابت القضية الفلسطينية». وتأتي تصريحات العاهل الأردني بعد أيام من اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة تبعه تنديد أردني واضح من وزارة الخارجية.
 
ووجه الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء، بضرورة المضي في مواجهة حملات التشكيك بمواقف الأردن التي «نجحت في تحجيم الخطوات الإسرائيلية الأحادية في اعتداءاتها على المقدسات ومحاولاتها لتغيير الوضع القائم». وشدد على أن استكمال إجراءات حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أمام استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال «أولوية للأردن». ودعا إلى تجاوز مخاوف البعض من مشاريع التوطين وأن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، مشيراً إلى «استحالة تحقيق ذلك أمام الإرادة الصلبة للموقف الأردني وقدرته على كسب التأييد لطروحات حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام».
 
وتناول مشاركة الأردن في القمتين العربية والإسلامية في مكة المكرمة أخيراً، مذكراً بالتأكيد خلالهما على «مواقف الأردن الثابتة تجاه القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكذلك استمرار الأردن بتأدية دوره الديني والتاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات».
 
وفي الشأن الداخلي، تحدث الملك الأردني عن قوة بلاده وتجاوز التحديات التي تمر بها، مؤكداً ثقته بوعي الأردنيين ومعنوياتهم وقدرتهم على تعزيز الإنجازات. وقال، وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن الديوان الملكي: «كلما تكاتفنا استطعنا الانتصار على التحديات التي أمامنا، ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار». وشدد على تحسين الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية للمواطنين والحد من الفقر والبطالة وجذب الاستثمارات وتمكين الشباب في مقدمة الأولويات، مؤكداً «أهمية دور الشباب في عملية التطوير والبناء والتقدم». واعتبر أن «تحسين الوضع الاقتصادي للأردنيين أهم شيء بالنسبة لي».
 
وجدد التذكير بمحاربة الفساد، منوهاً إلى أن البلاد شهدت في العامين الماضيين «حملة من أصحاب الأجندات والمصالح الشخصية للتشكيك بالأردن ومؤسساته».