الاعتقالات والاختطافات باب جديد للنهب والإثراء لمشرفي مليشيات الحوثي

تشكل الاختطافات باباً للنهب والسرقة والإثراء من قبل المشرفين والمتنفذين في صفوف المليشيات، التي تبيح سلوك وثقافة الفيد على هامش محرقة تسوق إليها المئات من الشباب وأبناء القبائل والمواطنين للقتال العبثي والموت المجاني.

وتعمد مليشيات الحوثي على التحريض وإثارة الرأي العام ضد شرائح معينة من المجتمع اليمني قبل تنفيذ حملات اعتقالات عشوائية بتهم ملفقة ومن ثم مساومة عائلات وأسر المختطفين على الإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية، تختلف قيمتها حسب أهمية المختطف ومكانته وثقل عائلته، وتصل لـ13 ألف دولار للمختطَف الواحد فى بعض الحالات.

مصادر مسؤولة أفادت وكالة خبر أن المليشيات الحوثية تتاجر بالمختطفين والمخفيين قسرياً وتجبر الأهالي على دفع مبالغ ضخمة للوساطات الحوثية من أجل أن يروا أبناءهم فى زيارة لا تستغرق عشر دقائق، فضلاً عن دفع مبالغ أخرى حتى لمجرد مكالمة هاتفية.

وأكدت مصادر مسؤولة لوكالة خبر تصاعد عمليات الاعتقالات والاختطافات التي تشنها مليشيات الحوثي في أوساط المواطنين في العاصمة صنعاء وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية بتهم ومبررات مختلفة من أجل المتاجرة بها وابتزاز ذويهم وأقاربهم.

وأوضحت المصادر أن سكان العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية يعاونون من شتى أنواع الاضطهاد والتنكيل والاعتقالات والاختطافات والمداهمة والتي تصاعدت خلال إجازة عيد الفطر المبارك.

وبحسب المصادر فإن عناصر المليشيات اعتقلوا عدداً من المواطنين خلال عيد الفطر بتهمة عدم الانصياع لقرارها بصيام الثلاثاء، كما اقتحمت عدداً من المحلات والمراكز التجارية واعتقلت عدداً من ملاكها أو العاملين فيها، ورفضت إطلاق سراحهم قبل دفع مبالغ مالية كبيرة من أقاربهم.

وبمبرر التعامل مع الطبعة الجديدة من العملة الوطنية، اقتحمت مليشيات الحوثي عدداً من محلات الصرافة واختطفت من تواجد فيها، ونهبت وصادرت كميات كبيرة من الأموال.

وبداية شهر رمضان شنت مليشيات الحوثي حملة اعتقالات في أوساط الجزارين وكبار تجار المواشي، على خلفية عدم الالتزام بالجبايات المفروضة من قبل المليشيات على كل رأس من المواشي، ودعوة نقابة الجزارين للإضراب احتجاجاً على تعسفات المليشيات، الأمر الذي دفعها لاستغلال الفرصة وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في أوساط هذه الشريحة، ولا تزال ترفض إطلاق سراحهم قبل دفع مبالغ مالية كبيرة.

وقبلها شنت المليشيات حملة اعتقالات واسعة في أوساط كبار موظفي البنوك والمصارف اليمنية بحجة التعامل مع البنك المركزي في عدن، وزجت بالعشرات من قيادات البنوك في العاصمة صنعاء خلف قضبان سجونها، ورفضت إطلاق سراحهم قبل الحصول على تعهدات ومبالغ مالية كبيرة.

وتفيد تقارير محلية أن سجون المليشيات تكتظ بالمعتقلين خلال حملات مكثفة شنتها منذ شهر رمضان وزجت بهم في سجونها بتهم كيدية وملفقة وتخضع أسرهم وعائلاتهم لعمليات ابتزاز واسعة، اضطر البعض منها إلى دفع مبالغ مهولة كفدية لإنقاذ أولادهم وأقاربهم من غياهب السجون التي تفتقر لأبسط حقوق السجين، حسب ما تحدده المواثيق الدولية التي كانت اليمن واحدة من الدول الموقعة والمصدقة عليها.

وتؤكد تقارير محلية فرار عشرات الأسر من قراهم الطبيعية إلى مناطق داخل البلاد وخارجها؛ بسبب نشاط الحوثيين المستمر في محاولة اختطافهم وتعرض أسرهم للاختطاف بين فترة وأخرى، حيث تعمد مليشياتهم إلى خطف كل المناوئين للجماعة، وهناك أسر تعرض أقارب لهم للسجن والاختطاف لمرات، وبعض منهم فارق الحياة.

وتتحدث تقارير حقوقية مدنية عن وجود أكثر من 18 ألف معتقل ومختطف، في السجون السرية للمليشيات الحوثية، في وقت لا تزال تماطل فيه المليشيات الإرهابية في تنفيذ بند الأسرى والمختطفين في اتفاق السويد الذي وقعت عليه في ديسمبر الماضي.