الصين تحض رعاياها على توخي الحذر في الولايات المتحدة

وجّهت الصين الثلاثاء تحذيرين إلى رعاياها المسافرين إلى الولايات المتحدة حضتهم من خلالهما على توخي الحذر والتنبه من مضايقات الشرطة والجريمة، فيما يتصاعد التوتر بين البلدين العملاقين.
 
ويأتي التحذيران وسط نزاع تجاري محتدم في حين قد يسبب تراجع عدد السياح الصينيين للولايات المتحدة خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد الأميركي.
 
وفيما لم تهدد بكين صراحة بقطع الرحلات السياحية إلى الولايات المتحدة، استخدمت بكين قطاع السياحة كسلاح فعال في نزاعات سابقة مع اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين.
 
وفي ظل التوتر، ردت الصين أيضا في شكل غاضب على الانتقادات الاميركية لسجلها في مجال حقوق الانسان في الذكرى الثلاثين للقمع الدموي لتظاهرات ساحة تيان انمين في بكين.
 
وقالت وزارة الخارجية الصينية إنّ جهات تطبيق القانون الأميركية قامت بشكل "متكرر" باستخدام أساليب مثل المقابلات وجها لوجه "لمضايقة" مواطنين صينيين في الولايات المتحدة.
 
وحضّ البيان الرعايا الصينيين والمؤسسات الممولة من الصين في الولايات المتحدة على توخي الحذر "وزيادة التيقظ وتعزيز التدابير الوقائية".
 
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانغ في لقائه مع الصحافيين "هذه استجابة للظروف، ما كانت الصين لتفعل ذلك لو لم يكن ضروريا".
 
وتابع "في الوقت نفسه، أوّد التأكيد أن الصين تتبنى موقفا منفتحا تجاه التبادلات والاتصالات بين الناس العاديين، لكن يجب أن تستند مثل هذه التبادلات والاتصال على الاحترام المتبادل".
 
- واشنطن تحذّر رعاياها -
ومن جانبها حذرت وزارة الثقافة والسياحة الصينية في بيان منفصل المسافرين من أنه "مؤخرا، وقعت (حوادث) إطلاق نار وسرقة وسلب متكررة في الولايات المتحدة".
 
وحض البيان السياح الصينيين على "تقييم المخاطر بشكل كامل" و"زيادة التيقظ إزاء الأمن والسلامة".
 
وزار ثلاثة ملايين سائح صيني الولايات المتحدة العام الفائت انخفاضا من 3,2 مليون سائح في العام 2017، حسب بيانات مكتب السياحة والسفر الوطني الأميركي,
 
وهم يشكّلون خامس أكبر مجموعة زوار اجانب، وقد انفقوا أكثر من 36,4 مليار دولار خلال العام الفائت.
 
وهذا ثاني تحذير تصدره الصين بخصوص السفر للولايات المتحدة خلال الاشهر الـ12 السابقة.
 
وفي تموز/يوليو الفائت، حذّرت السفارة الصينية في واشنطن السياح الصينيين من تعرضهم لبعض الامور مثل حوادث إطلاق النار والسرقات والمداهمات ومصادرات عملاء الجمارك وعمليات النصب والكوارث الطبيعية.
 
ويأتي التحذيران غداة إعلان وزارة التعليم أن الطلاب والأكاديميين يواجهون مشكلات تتعلق بالتأشيرات الأميركية وحضتهم على تقييم "مخاطر" السفر إلى الولايات المتحدة.
 
وفي الأشهر الأخيرة أعرب مسؤولون ومشرعون أميركيون عن مخاوفهم من احتمال استغلال الطلاب والأكاديميين الصينيين في عمليات التجسس لحساب الحكومة الشيوعية.
 
من جانبها، حذّرت الولايات المتحدة مواطنيها في وقت سابق من هذا العام من أنهم قد يواجهون إجراءات تعسفية من جانب السلطات الصينية عند زيارتهم الصين، بما في ذلك المنع المفاجئ من مغادرة البلاد أو التعرض لمضايقات من مواطنين صينيين.
 
وتعد عملية الحصول على تأشيرة في الصين مرهقة خاصة بالنسبة للصحافيين، مع إبلاغ البعض عن تأخيرات وصعوبات في الحصول عليها أو تجديدها.
 
- حرب تجارية -
 
ويأتي ذلك بعد تعثر المفاوضات لحل الخلاف التجاري بين البلدين.
 
وساءت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بعد تعثر المفاوضات التجارية الشهر الماضي دون التوصل لاتفاق لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة على بضائع بين البلدين بقيمة 360 مليار دولار.
 
وعوضا من ذلك، رفع الجانبان التعريفات العقابية وحظرت واشنطن شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" فيما هددت بكين بإنشاء "لائحة سوداء" للشركات "غير الجديرة بالثقة".
 
واشتكت الشركات الأمريكية العاملة في الصين من تأخيرات في عمليات التخليص الجمركي وغيرها من عمليات انتقامية غير مرتبطة بالرسوم الجمركية وذلك بعد اندلاع الحرب التجارية.
 
وألمحت وسائل إعلام حكومية صينية إلى قطع صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، وهي عناصر رئيسية تدخل في إنتاج كل شيء من الهواتف الذكية إلى المعدات العسكرية.
 
وقال رئيس معهد العلاقات الدولية بجامعة نانغينغ شو فينغ إن تحذيرات السفر تعد إشارة إلى أن التوترات التجارية تنتشر إلى قطاعات أخرى وتؤثر على التبادلات الاجتماعية والثقافية. واضاف أنّه "من المستحيل على الحكومة الصينية خفض عدد الاشخاص الذين يسافرون ويدرسون في الولايات المتحدة،لأن التبادلات الثقافية بين الشعبين الصيني والاميركي يحركها السوق".
 
وأكّد "لا يمكن للحكومة أن تقلل العدد بوسائل إجرائية، هذا مستحيل".