صنعاء تعبّر عن احتجاجها على سلطة الحوثي وتفطر سراً

اصطحبت معي أولادي والرفيق نبيل الحسام وخرجنا نتقضى للغداء ونشرك لحمة عجل، المحلات كلها مسكرة أبوابها حتى التى تفتح بالعادة يوميا صباحا، انتشرت نقاط عسكرية حوثية وسيارات نجدة واطقم للتطفل على المواطنين، وصلنا بوابة سوق على محسن وعلى الباب يقف طقم شرطة وسيارة نجدة بدا أنها شرطة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر مهمتها قمع أي مفطر وسحق الحريات الشخصية، السوق يعج بالبضائع والخضروات والباعة أصحاب البسطات بدا من أشكالهم أنهم فاطرون معيدون خلسة وخفية بالسر.

جنبت جوار صاحب بسطة شاب أسمر بشوش مرح، فبادر وسألني فاطر أو صايم ياعم؟ قلت له فاطر، فتشجع وضحك حتى بانت نواجذه وقال كلنا فاطرين، عادنا ندعت صبوح جامد ولوح بيده ورفع علاقية بلاستيك مليئة بالاكل.. واضاف، قد أتى طقم انصارالله هزوروني وقد كان بزوني الحبس فتدخل أهل السوق والتزمت بعدم الأكل نياك عارهم، وكأننا نسوانهم تزوجوا بنا يتحكموا بنا حتى متى نصوم ومتى نفطر، وبجواره بائع آخر بدا مبسوط من طرح جاره، ويؤيد الافطار ولكنه متوجس خيفة، اشتريت منه البطاط والطماط وكل الخضار مشجعا له لأنه بدا ثوري ومتحديا للسلطة القمعية، سألته من أين أنت؟ قال من الجبين من ريمة، ذهبت سوق السلطة والبنجر واذا بحوار ساخن يدور بين بائع السلطة واحد مشرفي السوق البائع يقول انه فاطر وان اليوم عيد والمشرف على السوق يبهرر ويقول رمضان احنا في دولة السيد بطل الغاغة حقك سيأتي الطقم يزوعك قع ناس، قلت للمشرف الناس بتصوم لله او للسيد؟

قال لله، قلت له دام لله خلاص اتركوا للناس الحرية من شاء فليصوم ومن شاء فليفطر، ما لم سينافقكم الناس بالعلن ويفطرون بالسر.. ألزمته الحجة وسكت ولم ينبت ببنت شفه، عدت الى البائع السابق وشاهدته وقد بدأ ينفخ اوداجه بالقات بكل جرأة ولامبالاة، يبدو انه تشجع بعد تأييدي له، قلت له ما بتفعل عيحبسوك؟ قال يحشوها. طفشنا عيد الله نخزن وبايجي موت..

غادرت السوق ابحث عن فواكهي وجزار وجدت فواكهي واحد مستغل مستثمر يبيع الفاكهة بضعف سعرها اضطررت اشتري منه لانه الوحيد الفاتح، ثم بحثت في عدة شوارع عن جزار فلم اجد الا بعد شق الانفس جزار بدا من سحنته انه مصطبح صبوح جامد، باع لي كيلو لحم عجل بخمسة آلاف، روحت والمدينة ما زالت غارقة بالسكون ويلفها الجمود..

والغداء يتجهز ونقبع المداكي نخزن بقات همداني ونشرب ماء شملان ويدي الله العافية..

وعيد سعيد كل عام وانتم بخير

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك