تشديد إجراءات الأمن بميدان تيانانمين الصيني بعد 30 عاما على حملة دامية

بكين (رويترز) - احتشد السياح في ميدان تيانانمين في بكين يوم الثلاثاء وسط إجراءات أمنية مشددة غير أن أغلب الزوار الذين تحدثت معهم رويترز إما قالوا إنهم ليسوا على علم بحملة القمع الدامية على احتجاجات قادها طلاب في الميدان قبل 30 عاما أو رفضوا الحديث عنها.

وذكرى حملة تيانانمين، عندما أرسلت بكين قوات ودبابات لقمع نشطاء يطالبون بالديمقراطية، ليست من الأمور التي يجري الحديث عنها صراحة في الصين ولن تحيي الحكومة الذكرى رسميا.

وقال رجل عمره 67 عاما ولقبه لي بينما كان جالسا على أريكة على مسافة عشر دقائق سيرا على الأقدام من الميدان يوم الثلاثاء إنه يتذكر بوضوح أحداث الرابع من يونيو حزيران عام 1989 وما أعقبها.

وقال ”كنت عائدا من عملي. كان شارع تشانجان يعج بالمركبات المتفحمة. جيش التحرير الشعبي قتل العديد من الناس. كان حمام دم“.

ورد على سؤال عما إذا كان يرى إنه يتعين على الحكومة تقديم تقرير كامل عن العنف قائلا ”وما الجدوى من ذلك؟ هؤلاء الطلاب ماتوا سدى“.

وكان الطلاب في عام 1989 يطالبون بحرية الصحافة والتعبير والتظاهر والإفصاح عن أصول الزعماء. لكن قادة الاحتجاج السابقين المنفيين يقولون إن الصين أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق هذه الأهداف لأن الحكومة قمعت المجتمع المدني في السنوات العشر الماضية.

وتمثل أحداث تيانانمين كذلك نقطة خلاف بين الصين والعديد من الدول الغربية التي ناشدت القادة الصينيين تحمل مسؤولية إعطاء الأمر للجيش بفتح النار على أفراد من شعبهم.

ونددت وزارة الخارجية الصينية بانتقادات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي دعا الصين لإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وقدم التحية ”لأبطال الشعب الصيني الذين وقفوا بشجاعة قبل 30 عاما في ميدان تيانانمين للمطالبة بحقوقهم“.

وقال المتحدث باسم السفارة قنغ شوانغ في إفادة صحفية يومية في بكين إن بومبيو ”شن هجوما خبيثا على النظام السياسي الصيني“.

وأضاف أن بعض الأشخاص في الولايات المتحدة يتدخلون في شؤون الدول الأخرى بذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ويغضون الطرف عن مشاكل بلدهم.

ومضى يقول ”الشعب الصيني يرى نفاقهم ودوافعهم الشريرة...وهذا الهذيان والثرثرة مآلهما مزبلة التاريخ“.

ولم تعلن الصين مطلقا العدد الكامل للقتلى الذين سقطوا خلال الأحداث. وتقول تقديرات لجماعات لحقوق الإنسان وشهود أن العدد يتراوح بين عدة مئات وآلاف.
* أمن مشدد

وكثفت السلطات إجراءات الأمن في الميدان والمنطقة المحيطة به دون أي إشارة على تنظيم أي احتجاجات أو أحداث لإحياء الذكرى.

وراقب مئات من رجال الأمن ارتدى بعضهم الزي الرسمي والبعض الآخر ملابس مدنية الميدان وفحصوا بطاقات هوية المارة وفتشوا صناديق سياراتهم. واصطف آلاف الزوار عند نقاط التفتيش لدخول الميدان.

وقال سائح في الثلاثينيات من عمره إنه ليس لديه أدنى فكرة عن ذكرى أحداث تيانانمين.
وأضاف ”لم أسمع بها. لست على علم بذلك“.

وقالت سيدة أكبر سنا ”هل هذا هو ذلك اليوم؟ لقد نسيت“. وأبعدت سريعا مراسل رويترز لدى اقتراب حارس الأمن. وقال رجل يصغرها في السن إنه لم يسمع على الإطلاق بما حدث في ربيع عام 1989.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن السلطات ألقت القبض على معارضين قبل حلول الذكرى. وقالت منظمة العفو الدولية إن الشرطة اعتقلت عشرات النشطاء أو وضعتهم قيد الإقامة الجبرية أو وجهت لهم تهديدات في الأسابيع القليلة الماضية.