نائب قائد الحرس الثوري الايراني: مساعدة الحوثيين بكل الطرق فرض علينا

اعترف علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري، بأن "إيران تدعم الحوثيين في اليمن بكل ما تستطيع"، شارحاً أن "ما يمنع إرسال قوات إيرانية إلى اليمن كما يحصل في سوريا هو الحصار المفروض على اليمن"، حسب تعبيره.

وقال فدوي، في مقابلة مع القناة الثالثة للتلفزيون الإيراني مساء الخميس، إن "مساعدة الحوثيين بكل الطرق فرض علينا وفقا للقرآن، وإننا نقوم بهذا الواجب"، حسب تعبيره.

يأتي هذا بينما أكد القادة العرب، في قمتين عربية وخليجية عقدتا ليل الخميس في مكة، على تورط إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب، بما في ذلك استمرار دعم ميليشيات الحوثي في اليمن.

وكانت المملكة العربية السعودية عرضت على أرض مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أمام قادة 56 دولة حضروا للمشاركة في القمم، عددا من الصواريخ والطائرات من دون طيار والقوارب المسيرة وغيرها من المعدات والقاذفات الحوثية التي استهدفت المملكة، مما يثبت بالأدلة تورط النظام الإيراني في هذه الأفعال الإرهابية.

وتضمن معرض "حقائق في دقائق" عددا من الصواريخ التي استهدفت السعودية، وهي صاروخ باليستي إيراني من نوع "قيام" والذي أطلق على الرياض بتاريخ 25 آذار/مارس 2018، وصاروخ باليستي إيراني من نوع "قيام" أطلق على مكة المكرمة عام 2016، وطائرة بدون طيار إيرانية من طراز "أبابيل/قاصف"، وطائرة بدون طيار إيرانية من طراز "راصد"، و"آر بي جي" إيرانية الصنع، ومضاد للدروع إيراني من نوع "دهلوي"، بالإضافة إلى منظار بصري من صناعة إيرانية، وزورق مفخخ مسير عن بعد تقنيته إيرانية.

وكانت ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا استهدفت مؤخرا محطتي ضخ لخط الأنابيب لنقل النفط السعودي بطائرات "درون" من دون طيار مفخخة.

اعترافات إيرانية

وكانت إيران قد زودت الحوثيين بعدد من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لضرب أهداف في السعودية، وقد تصدت لها الدفاعات الجوية بالمملكة. واعترفت وسائل إعلام إيرانية رسمية بتزويد الانقلابيين في اليمن بهذه الصواريخ.

ولم يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين على إمدادهم بالطائرات المسيرة والصواريخ فحسب، بل إن تحالف دعم الشرعية والقوات الدولية ضبط شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواعا أخرى من الأسلحة المتجهة للحوثيين ومصدرها إيران.

وكانت إيران تستخدم طيرانها المدني لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة حتى ما قبل بداية "عاصفة الحزم" عام 2015، حيث إنه بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، أبرموا اتفاقا مع خطوط "ماهان" أقام الحرس الثوري الإيراني بموجبه جسرا جويا بين طهران وصنعاء.

بقايا الصواريخ الإيرانية

وكانت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، قد اصطحبت 12 سفيراً أجنبياً من مجلس الأمن في جولة في 29 كانون الثاني/يناير 2018، للاطلاع بأنفسهم على الأدلة التي تثبت تسليح إيران للحوثيين في اليمن.

وأوضحت هيلي أنه تمت دعوة أعضاء مجلس الأمن إلى واشنطن لإطلاعهم شخصياً على "أدلة مباشرة تابعة لبرنامج الأسلحة غير المشروعة لوزارة الدفاع الإيرانية".

وفي قاعدة عسكرية على مشارف واشنطن، شاهد الحضور، وكان من بينهم سفراء الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، بقايا صاروخ إيراني أطلق من اليمن نحو السعودية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

صواريخ إيرانية الصنع

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، أعلنت وكالات إيرانية أن الحوثيين أطلقوا صواريخ إيرانية الصنع من نوع "زلزال 3" على أهداف سعودية.

واستمرت إيران بتزويد الانقلابيين بأنواع أسلحة تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حتى قصفت مقاتلات التحالف عام 2015 مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط طائرة من "ماهان"، بعيد انطلاق "عاصفة الحزم"، حيث منع طيران التحالف بقيادة السعودية مرور أية طائرة إيرانية وإرغامها على العودة.

عقوبات على إيرانيين لنقل الصواريخ لليمن

وفي مايو/أيار 2018، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 5 خبراء من الحرس الثوري الإيراني لدورهم في نقل الصواريخ والأسلحة إلى ميليشيات الحوثيين في اليمن، وهم كل من مهدي آذر بیشه ومحمد آقا جعفري ومحمود باقري کاظم آباد وجواد بردبار شیر أمین وسید محمد علی حداد نجاد طهراني.

وذكر بيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع للوزارة، أن هؤلاء الخبراء الإيرانيين قاموا أيضا بتقديم خبرات فنية متعلقة بالصواريخ الباليستية إلى الحوثيين في اليمن، كما قاموا بنقل الصواريخ والأسلحة غير المسبوقة لتلك الميليشيات وذلك من خلال فيلق القدس (IRGC-QF).

وبحسب البيان، فقد قام كل من جواد بردبار شير أمين ومهدي آذر بيشة باعتبارهما قياديين في القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى محمد علي حداد نجاد طهراني، بتقديم الدعم المالي والتقني والتكنولوجي من خلال سلع أو خدمات تطوير الصواريخ الباليستية من خلال "منظمة الجهاد للدفاع"، والتي تولت في 18 يوليو/تموز 2017 مسؤولية البحث والتطوير للصواريخ الباليستية ودعمت جهود قادة الحرس الثوري الإيراني لتحسين قدرات الصواريخ الباليستية لدى الحوثيين.

وجاء في البيان أن باقري وجعفري يشرفان على نقل مكونات الصواريخ ونشر خبراء الصواريخ الباليستية في جميع أنحاء المنطقة دعماً لنشاطات الحرس الثوري الإيراني.

من جهتها، ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن كلا من محمد آقا جعفري ومحمود باقري کاظم آباد وجواد بردبار شیر أمین، هم من خبراء "وحدة غدير للصواريخ" في الحرس الثوري.