رفض سعودي إماراتي للتصعيد العراقي ضد البحرين وشكوك بوقوف طهران وراء الأزمة المتصاعدة

شكوك بوقوف طهران وراء الأزمة المتصاعدة بين بغداد والمنامة في سياق تصعيدها ضد تقارب العراق مع محيطه العربي.
 
أعربت السعودية والإمارات عن رفضهما التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، في خطوة عكست تضامنا مع المنامة ضد الهجوم المجاني الذي شنه عليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والذي لاقى دعما رسميا في العراق.
 
وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الاثنين، رفض الرياض التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة، وكل ما من شأنه المساس بسيادتها وأمنها واستقرارها.
 
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر قوله “تطلع المملكة العربية السعودية إلى علاقة متينة بين مملكة البحرين وجمهورية العراق الشقيقتين، يسودها الاحترام المتبادل، وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي”.
 
وبدورها، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أنها تتابع باهتمام كبير وقلق بالغ البيانات والتصريحات الواردة من الجمهورية العراقية الشقيقة تجاه مملكة البحرين الشقيقة وقيادتها.
 
وقالت في بيان أصدرته مساء الأحد “إن التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة والتجاوز على حرمة ومكانة قيادتها الكريمة أمر غير مقبول على الإطلاق وتدخل مرفوض”.
 
وشددت على أن “عدم تدارك ما يسيء إلى العلاقات بين الأشقاء لن يؤدي إلا إلى اتساع الفجوة و زيادة التوتر في ظروف نحن أحوج ما نكون فيها إلى التعاون والتواصل واحترام السيادة الوطنية”.
 
وأضافت الوزارة في بيانها “وفي هذا السياق ندعو الأخوة في العراق الشقيق إلى الالتزام بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يسهم في تعزيز أواصر العلاقات العربية ويعمق هدفنا المشترك المتمثل في ترسيخ الاستقرار في المنطقة”.
 
وكان مقتدى الصدر قد طالب في بيان السبت بـ”إيقاف الحرب في اليمن والبحرين وسوريا فورا وتنحي حكامها والعمل على تدخل الأمم المتحدة من أجل الإسراع في استتباب الأمن فيها والتحضير لانتخابات نزيهة بعيدة عن تدخلات الدول”، وهو ما أثار غضب المنامة، لاسيما بعد انخراط الخارجية العراقية في السجال.
 
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن ردّ وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على مطالبة الصدر يتضمن “كلمات نابية.. تسيء للعراق وسيادته”.
 
وعلق وزير الخارجية البحريني على بيان الصدر بتغريدة على موقع تويتر كتب فيها ”مقتدى يبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي، وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه للبحرين. أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين”.
 
واستدعت وزارة الخارجية البحرينية القائم بأعمال سفارة العراق لدى البحرين بالإنابة وأبلغته “استنكار مملكة البحرين واحتجاجها الشديدين للبيان الصادر عن مقتدى الصدر”.
 
ويتهم مراقبون طهران بالوقوف وراء الأزمة المتصاعدة بين بغداد والمنامة في سياق التصعيد الإيراني ضد تقارب العراق مع محيطه الإقليمي والعربي. وتعمل طهران على تلغيم الأجواء داخل العراق لضمان بقائه في المدار الإيراني والحيلولة دون تقاربه مع محيطه العربي.
 
وبرر المتحدث السياسي باسم زعيم التيار الصدري الاثنين بيانه الأخير الذي أثار حالة من الجدل، وقال إن الصدر يقصد “النصح” للوصول إلى الإصلاح واستقرار المنطقة ومنع وصول المشاكل إلى الشعب العراقي.
 
ونقل موقع “السومرية نيوز” عن القاضي جعفر الموسوي ”السيد الصدر ينظر إلى مصلحة الشعوب فوق المصالح الأخرى”، مشيرا إلى أن “هناك من قرأ الموضوع بأنه تدخل في شؤون الآخرين والدول، ونحن لدينا رد على مثل هذه القراءة”.
 
وأوضح الموسوي أن “التدخل في شؤون الدول الأخرى والتحريض ضدها يتحققان حينما تكون هناك مصلحة نفعية ذاتية للمتدخل يروم تحقيقها لجني ثمارها”، مبينا أنه “حينما ينعدم وجود المصلحة الذاتية فإن بيان الرأي أو الاقتراح يعد الحل الأمثل الذي يتغافل الالتفات إليه الكثيرون حرصا على مصالحهم”.
 
وأكد الموسوي أن “الأمن والاستقرار لا ينحصران بحدود معينة، والجميع يتأثر بالمنطقة”.
 
وتابع ”ليس بجديد على أصحاب العروش الخاوية الذين يمسكون على عروشهم بدماء الأبرياء من أبناء شعوبهم الخشية من النصح وتشخيص الأخطاء”.
 
وجاءت تصريحات الموسوي لتؤكد تمسك الصدر بموقفه ولتبدد آمالا بإمكانية تداركه للأزمة التي لا تخدم سوى طهران التي يرفض أن يكون ضمن محورها السياسي.