ما سر علاقة القرضاوي بمنفذ هجمات سريلانكا؟

كشفت صورة فوتوغرافية تجمع الداعية المصري يوسف القرضاوي، مع زهران هاشم المتهم الرئيسي في التفجيرات الإرهابية التي شهدتها سريلانكا، عن العلاقة التي تربط القرضاوي بالتنظيمات الإرهابية.
 
ولم يتضح بعد تاريخ ومكان الصورة، إلا إن الدلائل تشير إلى أنها التقطت بمكتب القرضاوي في العاصمة القطرية الدوحة، بعد زيارة قام بها زهران هاشم إلى قطر.
 
ورأس القرضاوي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المدعوم سياسيا وماليا من قبل الدوحة، قبل أن تحول رئاسته إلى أحمد الريسوني. ويستقطب التنظيم الجمعيات والتنظيمات الإسلامية المؤمنة بفلسفة الإخوان المسلمين السياسية في دول العالم، ويدعمها ماليا وتنظيميا.
 
وربط مراقبون لقاء القرضاوي بهاشم الذي يترأس جماعة التوحيد والنور المتهم الرئيسي في تفجيرات سريلانكا، بفرضية تأثر من قام بالهجمات الدامية، التي راح ضحيتها 359 قتيلا، بفكر الإخوان وتوجيهاتهم.
 
ويتساءل مراقبون سياسيون عن علاقة القرضاوي بزهران هاشم، وأي علاقة تربط التنظيم الدولي للإخوان بجماعة التوحيد؟
 
ولم يعلق القرضاوي أو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن الصورة التي تجمع الأب الروحي للإخوان مع المتهم في تفجيرات سريلانكا الإرهابية، وتم تداولها بشكل واسع في وسائل الإعلام.
 
وكانت السلطات السريلانكية قد أعلنت، بعد إجراء التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات هذه الهجمات الإرهابية، أن زهران هاشم ينتمي لجماعة التوحيد ، وأن هذه الجماعة إحدى الجهات الرئيسية المتورطة في التفجيرات، مشيرة إلى أنه كان يخطط للهجوم على المفوضية العليا الهندية في العاصمة كولومبو، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلا أن العملية أُحبطت.
 
وجماعة التوحيد والنور التي يترأسها زهران تنتمي للسلفية الجهادية، وانقسمت لفريقين الأول هو جماعة التوحيد الوطنية الإسلامية وهذا الفريق معاد للبوذية، وله رأي في ضرورة تحطيم التماثيل، والتقى قياداتها مؤخرا بيوسف القرضاوي، فيما يسمي الفريق الآخر باسم جماعة التوحيد وهم الأكثر تشددا وتطرفا ولديهم معتقدات راسخة باللجوء للعنف لتغيير المفاهيم بالقوة وتشبه في خطها الفكري والبنيوي تنظيم القاعدة.
 
واختارت الجماعة، التي لا توجد عنها معلومات كثيرة لالتزامها بالسرية التامة في تحركاتها، سريلانكا مسرحا لعملياتها في محاولة للانطلاق منها لنشر الأفكار الجهادية، مستغلة المشكلات السياسية والعرقية بشبه القارة الهندية وجنوب آسيا باعتبار أن ذلك يشكل بيئة خصبة لانتشار أفكارها واحتضان عناصرها والسعي من خلال تلك العمليات لإظهار نفسها كبديل لتنظيم داعش والقاعدة.
 
ويعكس تنفيذ هذه الجماعة لسلسلة تفجيرات دامية وإلحاق خسائر كبيرة في الأرواح، حجم قدراتها، فهي تضم عناصر انتحارية، وتقدم نفسها كجماعة إرهابية كبيرة بما يتيح لها الحصول على موارد مالية من القوى والجهات التي تدعم مثل تلك الجماعات بعد انحسار داعش والقاعدة والحركات الانفصالية في شبه القارة الهندية وجنوب آسيا.